.. في محكم التنزيل يقول رب العزة والجلال بسورة «المنافقون»: «وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول رب لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين»، وفي الحديث القدسي يقول رب العزة والجلال: أنفق أنفق عليك».
وفي بريد اليوم ثلاث رسائل تناشد المحسنين منها اثنتان، والثالثة تطالب مؤسسة النقد موقفاً حاسماً من تلاعب البنك.
* فالرسالة الأولى من الأخ (ع.ن.أ.أ) وفيها يقول: لقد منّ الله سبحانه وتعالى أن أحظى بعد تخرجي من الثانوية العامة بالقبول في جامعة الملك خالد بأبها، إلا أنني تفاجأت بأن كل شيء لا يمكن أن يسير بدون المادة بدءاً بما آكله وأشربه مروراً بما أرتديه من ملابس هي أحوج ما تكون إلى الغسيل والكوي، وانتهاءً بالسكن الذي يحسسني بوحشة فلم أجد سوى مع مجموعة من زملائي في سكن خاص بهم، لكنهم مع الأسف كانوا لا يرغبون بسكناي معهم مما دفعني للبحث عن سكن متواضع، وبعد بحث مضن اضطررت للسكن في غرفة واحدة ضمن سكن عمالة أجنبية استأجره أحد المقيمين ويقوم بتأجيره على العمالة الأجنبية، ثم أفرغ لي غرفة مقابل مائة وخمسين ريالاً كل شهر بما فيها الماء والكهرباء والحمد لله، وهذا لا يهم بقدر معاناة التنقل من وإلى الجامعة حيث أركب على حسابي الخاص كل يوم، وآكل على حسابي، وكل ما أملكه مكافأة الجامعة ثمانمائة ريال لا تدخل جيبي على الإطلاق وتنتهي من أول يوم لسداد الإيجار والبقال والبوفيه.. وهذا يضطرني لما هو أسوأ حيث أتجه للاستدانة من الأصدقاء وقد بلغت ديوني منذ دخولي الجامعة حوالى أحد عشر ألف ريال، لذا لم أجد ما أصرف به على نفسي فاتجهت للعمل مع العمالة الأجنبية التي كونت معها علاقة عن طريق السكن وذلك باليومية، صحيح أن يوميتي سبعون ريالاً إذا اشتغلت عاملاً لكنها أعمال شاقة تكسر الظهر وتحسسك بوحشة الحياة، وإني أطلب من وزير الشؤون الاجتماعية أن يوجه بإعطائي ضماناً اجتماعياً يدعمني إلى جانب مكافأة الجامعة، فأنا لا أتسول لكني تعبت من الديون».
والواقع أن الرسالة طويلة يبكي من سطورها الحجر، ولذا فإن الأمل في أهل الخير لمساعدة الأخ كي يواصل تعليمه فإن كل من في الكون يدعو لمن يساعد طالب علم.
* والرسالة الثانية من الأخ (ت.أ.ي.ب) وفيها يقول: إنني أعاني من ديون على أخي المتوفى والذي انتقل إلى رحمة الله تعالى في 22/5/1428هـ ولديه ديون لدى إحدى الشركات تبلغ (76) ألف ريال تكفل أحد المحسنين بدفع (5) آلاف ريال وتبقى (71) ألف ريال فعجزنا عن سدادها في ظل رفض الشركة التنازل عن أخي المتوفى.
أما ديوني فهي كثيرة تبلغ تقريباً (500) ألف ريال مجتمعة لو سددتها كلها سيبقى راتبي كاملاً أستطيع أن أدفع شهرياً لمن يقرضني المبلغ بدون فوائد (6) آلاف ريال شهرياً والمتبقى من راتبي سوف أعول به أسرتي، والذي يقرضني له كافة الضمانات بحيث أكتب له شيكاً بالمبلغ كاملاً أو أي ضمانات أخرى. ومن نفّس عن مؤمن كربة نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه».
* والرسالة الثالثة من الأخ محمد ولي حكمي الذي ابتلعت مكنة الصراف بطاقته واحتبس البنك عليه خمسة آلاف ريال ووعدوه بإعادتها لحسابه وحتى تاريخه لم يحصل، وحتى مؤسسة النقد لم تفصل في الأمر رغم مضي ثلاثة أشهر على الشكوى التي تقدم بها.
وأنا لا أملك إلا مناشدة البنك والمؤسسة بإنصاف الأخ محمد وإعادة المبلغ لحسابه مادام أنه قد ثبت عدم استلامه.