رغم انني لست مغامراً نظراً لاصابتي بـ«فوبيا» المناطق المرتفعة الا ان الفضول دفعني الى ارتياد قمة ترتفع عن سطح البحر 2500 متر حيث قرية الحبلة التاريخية القرية التي تعانق السحاب وتشرب من رحيق المطر ويفصل بينها وبين الاودية هوة سحيقة ومرعبة
لم تكن المغامرة هي التي حركت في نفسي التحدي للصعود الى تلك القمة الخطرة وانما كنت ابحث عن «حوار للاماكن» والفضاءات الرحبة والاهالي الذين يعشقون هذا المكان ويصعدون العلو بواسطة العربات المعلقة والونش قبل ان اصل الى القمة الشاهقة كنت استعيد في ذاكرتي مشهد الاهالي في السنين الماضية حينما كانوا يصعدون الى القرية بواسطة الحبال وكيف ان هذا الموقع كان في السابق منعزلا نسبة لجغرافية المكان التي فرضت الانحدار الشديد والقطع الصخرية على الموقع مما جعل اهلها يجدون صعوبة كبيرة في التواصل مع الآخر سوى بالتعلق بالحبال.
موقع القرية
تقع القرية جنوب شرق مدينة ابها على مسافة 55 كلم وحالياً فان الصعود الى القرية التاريخية يتم بواسطة عربات التلفريك وقرية الحبلة هي مكان سكن قبيلة بني مليك من رفيدة وشيخ شملهم عبدالعزيز بن محمد بن عامر.
وتشتهر القرية بمزارع الفواكه بانواعها مثل الرمان والفركس والمشمش والعنب والبن والموز والبرتقال والبخارا وتسقى المزارع من برك مياه متوفرة طوال العام تسمى «الكظائم».
سعيد علي سلطان من سكان الحبلة قال ان القرية لا يوجد لها تاريخ مكتوب ولكن كل القبيلة تعرف حدودها وسكانها قبيلة بني مليك التي تسكنها منذ مئات السنين ما زال يعاودها الحنين الى قرية الحبلة التاريخية بين فترة واخرى حيث يشعلون موسم الصيف بالاهازيج لاستقبال المصطافين.
واضاف سلطان انه قام بترميم املاكه في الحبلة واعادة ما اندثر منها واسس متحفاً اثرياً يحتوي على الازياء القديمة والاسلحة والادوات المنزلية التي كان يستخدمها الاجداد وتابع ان القرية التاريخية فيها عيون من المياه العذبة وارضها خصبة ومناخها معتدل في الصيف وفي الشتاء ليست بادرة كما المناطق المرتفعة.
وتابع ان القرية في السابق كان فيها عدد كبير من الاهالي كما كانت الحركة بها دائية وفي الوقت الحالي فانها تعيش في نهضة حضارية بعدما تم وصلها بمشروع «التلفريك» ودعمها ببيوت من طراز شعبي اضافة الى افتتاح مطاعم للمواد الغذائية الشعبية.
وفي ذات السياق قال عبدالله علي القحطاني ان منتزه الحبلة هو موقع ترفيهي وتاريخي يجتذب السياح خلال موسم الصيف.
ومن جانبه قال فيصل البلوي احد المصطافين انه فضل الحبلة لاعتدال مناخها وللمناظر البانورامية فيها.
مدير منتجع الحبلة عبدالله احمد الشهري قال نستقبل هذه الايام اكثر من 3000 زائر يوميا للنزول في العربات المعلقة ويبلغ طول التلفريك 551 متراً عن سطح الارض حيث يتم استقبال المصطافين بمنتزه الحبلة من الساعة التاسعة صباحا وحتى التاسعة مساء فالحبلة سابقا كانت عبارة عن قرية لا يسكنها الا اهلها ومكونة من 60 عائلة وكان ينزل اليها اهلها عن طريق تسلق الجبال فيما يوجد طريق اخر للمواشي مسافته اكثر من 5 ساعات سيراً على الاقدام حيث كان يعاني اهلها من صعوبة وخطورة النزول اما الحبلة الان اصبحت قرية سياحية واصبح اهلها البعيدين عن الخدمات صاروا انفسهم يقدمون خدمات سياحية فأمير منطقة عسير سابقا خالد الفيصل عندما اعلن مشروع التلفريك في الحبلة كان هدفه ليس للسياحة فقط بل نقل سكان اهل الحبلة الى الخدمات مثل المدارس والمستشفيات وعمل لهم بعد نقلهم من قرية الحبلة اسكاناً خيرياً الواديين واصبح اهل قرية الحبلة الآن يستقبلون الزوار والمصطافين من داخل المملكة وخارجها ويقدمون الخدمات لهم بعد انشاء مشروع التلفريك السياحي وتنفيذ قرية الملك فيصل حيث تم نقل سكان قرية الحبلة اليها للعيش وسط خدمات متكاملة .