تجري معظم الجامعات بعد قبول الطلاب إجراءً روتينياً بالكشف طبياً على الطلاب ويشتمل الكشف على بعض التحاليل مخبرياً وملاحظات الطبيب العام «السريعة» على الأجهزة الأساسية مثل السمع والبصر والنطق والصدر ومن ثم التوقيع السريع كذلك على ورقة الكشف الطبي وختمها وكتابة عبارة «لائق طبياً»..
فماذا يا ترى من مثل هذا الإجراء السريع يمكن أن تجني الجامعات سوى الضغط على الإدارات الطبية «وتدويخ» الطلاب.. وأنا بهذا الاعتبار لا أقلل من إجراء الكشف الطبي لكنه بالنسبة لدخول الجامعة لا يقدم ولا يؤخر ولا أظن أن هناك حالة واحدة منعت من دخول الجامعة بسبب وجود مرض تم اكتشافه خلال الكشف الطبي ولا أدل على ذلك من كونه في ذيل القائمة لشروط القبول. إن الملف الصحي للطالب يبدأ من المرحلة الابتدائية عند أول خطوة يلتحق بها في التعليم ومع أهميته وضرورته في هذا العمر إلا أنه أيضاً لا يعطى الأهمية من قبل وزارة التربية والتعليم بدليل أنه يختفي في المرحلة الإعدادية والثانوية ولا تتابع حالات الطلاب صحياً ومادام أن الطالب أنهى المرحلة الثانوية بصحة وعافية، وتقديرات عالية استطاع من خلالها أن يقفز جميع حواجز القبول مما يدل على أنه يملك قدرات عالية فمرة أخرى لماذا هذا الإجراء الروتيني عند دخول الجامعة؟
إن الكشف الطبي يأخذ حكم الوجوب في حالات محددة مثل: كابتن الطائرة أو الالتحاق بالعسكرية أو في حالة استقدام العمالة أو الوافدين من مناطق غير صحية، كما أن الكشف الطبي يهدف أساساً إلى الاكتشاف المبكر للأمراض وعلاجها قبل استفحالها، وكذا عزل الحالات المعدية وعمل إحصائيات حيوية حتى يمكن عمل تخطيط صحي سليم.
ومن هنا فإنني أؤكد على أهميته عموماً بما في ذلك الالتحاق بالجامعات لكنني أتمنى أن تتم مناولته وتطبيقه بطريقة صحيحة وليس شرطاً عند القبول إنما بعد القبول وخلال العام الأول للدراسة حتى تتمكن الجامعات من المتابعة الحقيقية لحالة الطلاب وتتبنى استشفاءها وعلاجها ليصبح المجتمع الجامعي أقرب للصحة منه للمرض.
skarim@kau.edu.sa