.. نشأ جيلنا مع اعتماد عامة الناس على العطار لعلاج الحالات المرضية بالبذور، والسفوف، واللبخة. كما كان للحلاق دور في علاج الحالات التي تقتضي الجراحة ومنها «الطهور»، ولخلع الضرس يقوم رجل حازم بربط الضرس أو السن بحبل يمر ببكرة معلقة في السقف ثم يسحب الحبل من الاتجاه الآخر فيخلع الضرس أو السن ولا علاج لها إلا هذه الوسيلة!
ما علينا فذلك عهد قد انقضى ومضى معه ممارسوه بعدما تطورت وسائل العلاج فأصبح لكل حالة مرضية أطباء أصحاب تخصص في كل أعضاء الجسد.
طبيبة العيون الماهرة سيرين جوهرجي بدأت منذ شهر أو يزيد بتقديم برنامج تلفزيوني من خلال قناة «ديوان» في الساعة التاسعة مساء الأربعاء من كل أسبوع عنوانه (صحتك بالدنيا) وكانت أول حلقة تحدثت فيها الدكتورة سيرين عن «طبيب العائلة» الذي يعالج المريض أو يحوله للأخصائي من الأطباء، وكان ضيف الحلقة الأولى الدكتور مروان الصفدي. وتقول الدكتورة سيرين: «إن عندنا 500 طبيب أسرة بينما نحتاج إلى 31 ألفا».
وفي حلقتين متواليتين تحدثت عن فحوصات ما قبل الزواج، ثم تحدثت في الحلقة الرابعة والخامسة عن السمنة وكان ضيف الحلقة الدكتور رياض الغامدي، كما تحدثت في الحلقة التالية عن آخر ما توصل إليه العالم بشأن «الرجيم».
وجاء دور العظام وكم هي متعبة ومكلفة خاصة إذا كان المرض في العمود الفقري، ولما كنت أحد المصابين به فقد حرصت على مشاهدة الحلقة التي استضافت فيها الدكتور سيرين جوهرجي ملك أطباء علاج العمود الفقري – كما يسميه زملاؤه - الدكتور مهدي باصي الذي برع في تحليل أسباب المرض ووسائل فحصه ومحاولة علاجه بالمسكنات أولاً ثم إجراء العمليات الجراحية إن لزمت الحالة.
وقالت الدكتورة سيرين: «إن نسبة المصابين بهذا المرض تزيد على 70% في بريطانيا وأمريكا، ونحن لسنا عن تلك النسبة ببعيد». كما أوضحت الدكتورة سيرين عدد الأيام والمبالغ التي تخسرها بريطانيا وأمريكا لضرورة توقف المريض عن العمل بهذا المرض ما بين أربعة إلى خمسة أيام ما بين فترة وأخرى، أما المبالغ التي تخسرها الدولتان فتصل إلى حد البلايين.
تحية للدكتورة سيرين وهي بالمناسبة طبيبة عيون متخرجة من كندا وحصلت من جامعة الملك عبدالله على شهادة بالتفوق.. والعشم أن تواصل الدكتورة تقديم هذا البرنامج الناجح، فقد كانت الحلقات جميعها مفيدة. أما الأخيرة والتي كانت عن العمود الفقري فهي دسمة مفيدة وظريفة.. خفيفة الظل وهي بالطبع مناظرة طبية رائعة.
السطر الأخير:
ليَعْلَمَ مَنْ هَابَ السُّرى خَشيةَ الرّدى
بأنّ قَضَاءَ الله لَيسَ لَهُ رَدّ