من بوابة مزرعة الفيصلية العائدة للراحل الغالي الامير عبدالله الفيصل يرحمه الله التي تعد اكبر مزارع وادي فاطمة البوابة الشمالية لأم القرى اكتشفنا عشق الامير الراحل للزراعة فبين الراحل الغالي ووادي فاطمة علاقة وثيقة امتدت لأكثر من 55 عاما.
إلا ان اكثر من نصف عمر الامير رحمه الله كان على ارتباط بوادي فاطمة الذي عرف وقتذاك بغزارة مياهه وكثرة مزارعه.
ومن بين امراء الاسرة الحاكمة ظل الامير الراحل احد سكان الوادي.
الشيخ زامل بن سعيد الراجحي شيخ قرية خيف الرواجح يقول بدايات علاقة الامير الراحل بوادي فاطمة تعود الى اوائل السبعينات الهجرية بحكم تواجده في الحجاز في وقت كان وادي فاطمة غابة من الاشجار الوارفة والمنتجة للتمور والخضراوات وكان ملتقى لاهل الوادي يعمل ابناؤهم في مزارعه.
الامير الراحل اشترى عدة عيون من اهل الوادي لأول مرة وعيون القشاشية من علي بن منصور الكريمي وكانت من اغزر العيون المائية وتحفها مزارع وارفة الظلال ثم اشترى عين ام الغطاط والسارة وام نهدين والتنضب وكانت هذه من العيون الجارية التي تنتشر حولها المزارع ويقصدها العشرات من سكان القرى المجاورة للعمل فيها كمزارعين وعمال.ولان مكة عانت من قلة المياه خاصة في مواسم الحج وفي شهر رمضان -يضيف الشيخ الراجحي - رأى سموه يرحمه الله ان يتبرع لأم القرى بثلاث عيون بعضها جار الى اليوم وهي عيون القشاشية والفايجة وام الغطاط وقد كان لهذا اثره الطيب في توفير المياه لمكة المكرمة حيث مدت المياه من وادي فاطمة الى مكة المكرمة عبر عين شمس والنوارية وابو مراغ.واكد الراجحي لـ «عكاظ» ان والده الشريف سعيد كان على علاقة طيبة بالامير الراحل حيث كان وكيلا له فكان الامير يهدي انتاج نخيل مزرعته التي يزيد عدد اشجارها على 3 الاف نخلة تضم 16 نوعا من افضل انواع التمور وكان لايبتغي من هذا الانتاج ربحا فكان يوجه بجمع المحصول سنويا وحمله الى المصنع الداخلي لتنظيفه وتعبئته وتوزيعه كهدايا وللمحتاجين.ويقول الراجحي ان الامير الراحل انقطع عن زيارة المزرعة في السنوات الاخيرة بسبب المرض وكان عادة عندما يحضر يصطحب معه ابنه الامير تركي العبدالله وعددا من اصدقائه وجلسائه وفي اخر مرة اذكر حضر معه الشيخ عبدالرحمن النانية وعمدة الصحيفة كما كان يحضر من اهل الوادي هزاع المنعمي والشريف شرف بن عبدالله بن جساس شيخ الاشراف وكانت مائدة سموه رحمه الله عامرة بضيوفه.وكان من عادة سموه عند جلوسه على المائدة داخل قصره في مزرعة الفيصلية انه لايغادر السفرة الا بعد ان ينتهي الجميع ثم يطلب من عماله الذين يزيد عددهم على 60 عاملا ومهندسا تناول الغداء الذي يكون مبكرا بعد صلاة الظهر مباشرة.
ومرة فوجئ سموه بسيارة اجرة متعطلة في مزرعته كانت تنقل حجاجا من اندونيسيا كانوا يزورون عيون الماء في وادي فاطمة ولم يكن لدى السائق مال يصلح به السيارة فأمر رحمه الله بضيافة الحجاج داخل المزرعة وصرف مبلغ 3 الاف ريال لصاحب السيارة لاصلاحها.
من جانبه كشف الرائد سعد الراجحي من منسوبي الدفاع المدني بمحافظة الجموم وصاحب مزرعة قريبة من مزرعة الامير الراحل ان توفر التيار الكهربائي كان بفضل سموه رحمه الله.
ففي عام 1406هـ تقريبا تفضل سمو الامير عبدالله الفيصل رحمه الله بتوفير الكهرباء لقرى الخيف وقرية المعابيد وأبي حصاني بعد ان انهكت رسوم متعهدي الكهرباء كاهل اهل هذه القرى وكان يوم عيد لاهل الوادي عندما ودعوا مولدات الكهرباء باطلاق التيار الحكومي بعد معاناة استمرت لأكثر من 10 سنوات.
تفاصيل إنسانية في مزرعة الامير عبدالله الفيصل
الراحل أطفأ ظمأ مكة بثلاث عيون وأضاء 4 قرى
12 مايو 2007 - 01:34
|
آخر تحديث 12 مايو 2007 - 01:34
تابع قناة عكاظ على الواتساب
هاني اللحياني (الجموم)