عودة محمد جعفر القحطاني (36 عاما) والمعروف في أوساط تنظيم القاعدة الارهابي بـ«ابوناصر القحطاني» الى أرض الوطن.. نزلت بردا وسلاما في أوساط أسرته.. والده جعفر القحطاني ونجله الصغير «ناصر» الذي فارقه والده وهو في الشهر الثالث من عمره.
الأسرة أبدت ارتياحها العميق بعد ان تسلمت الجهات المعنية في المملكة.
أبو ناصر رابع أربعة اشخاص فروا من سجن باغرام الامريكي في افغانستان يوليو الماضي. ومصدر ارتياح أسرة أبو ناصر القحطاني انه سيكون محل تحقيق الجهات الأمنية في المملكة وبالتالي فهو في أيد أمينة كما يقول والده جعفر القحطاني.
«عكاظ» التقت والده وأسرته وتابعت مراحل نشوء أبو ناصر القحطاني وجزءا من سيرته.. اذ تنقل في مراحل سلوكية وفكرية متناقضة ففي طفولته كان عاديا ثم شابا مزعجا صاخبا كثير المشاكل وانتهى الأمر به الى مطلوب أمني.
السجن والجلد
ولد في وادي جاش والتحق في عدة وظائف ثم انحرف عن جادة الطريق ودخل السجن.
وبعد فترة من خروجه ظهرت عليه بعض الأفكار الغريبة والتزمت وحاول والده احتواءه الا ان محاولاته باءت بالفشل وبعد ذلك اتجه «ابو ناصر» الى العمل في القطاع الخاص ولاحظ الأب ان نجله كثير الغياب والسفر الى احدى المدن.
منعطف خطير
ويعتبر صيف العام 2001 المنعطف الأخطر في حياة أبوناصر القحطاني حيث كان متواجدا مع والده في جدة.. واشترى الأب لولده سيارة وزوده ببعض المال ومن تلك الفترة حدثت اعتداءات سبتمبر وسافر الى الرياض وبقي بها لمدة 20 يوما ثم غادر الى افغانستان.. واثناء وجوده في افغانستان انضم الى احدى المليشيات ثم اعتقل بواسطة القوات الأمريكية واودع سجن باغرام وبقي فيها لمدة سنتين وظل طوال تلك الفترة متواصلا مع أسرته برسائل الصليب الأحمر الدولي قبل ان يهرب مع ثلاثة من رفاقه.
خبر الهروب في الفضائيات
أسرته لم تعلم بهروبه الا عن طريق القنوات الفضائية.. وبعد أربعة أشهر تلقت الأسرة اتصالا منه يفيد فيه انه يبحث عن وسيلة لتسليم نفسه للجهات المعنية في المملكة والعودة الى أرض الوطن ولكن الظروف في افغانستان حالت دون ذلك.
بعد اعتقاله تلقى والده اتصالا هاتفيا من افغانستان يبلغه ان نجله معتقل ثم اختفت اخباره مجددا.
العودة الى أرض الوطن
وفي يوم الاحد الماضي حدث تغيير جذري في حياة الأسرة بعد ان استملت الجهات المعنية ابو ناصر وعاد الى ارض الوطن وكانت الفرحة طاغية في قلب أب مكلوم وأم فقدت الأمل في عودة ابنها.. وطفل لا يعرف ملامح والده الا من خلال صور فوتوغرافية حملها للذكرى.
ويقول والده ان نجله يشعر بالندم بعد ان اصطدم بالواقع المُر في جبال افغانستان.. وكانت اسعد لحظات الأب عندما التقى ابنه بعد العودة.
جعفر القحطاني حمد الله تعالى على عودة نجله ورفع الشكر والتقدير والولاء للقيادة الرشيدة التي كان لها الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في عودة نجله لأرض الوطن حيث يخضع للقضاء العادل.
وشكر القحطاني سفير المملكة في باكستان علي عسيري على ما بذله من جهد مؤكدا انه وكافة اسرته يجددون الولاء للقيادة والوطن.. وانهم مستعدون للدفاع عن مقدرات الوطن واستقراره بالدماء والأرواح.
أم «أبو ناصر» غالبت دموعها اما الصغير «ناصر» فقد التقى والده بعد طول افتراق.