والعمر المقصود هنا هو عمر الدكتور عبدالرحمن بخش، صاحب مستشفيات بخش الشهيرة، الدكتور عبدالرحمن بخش طبيب معروف أراد أن يقص سيرة حياته العلمية والعملية في كتاب فاختار له عنوان (أيام العمر).
والكتاب قيم وممتع وقد تفضل فأهداه إليّ فله مني أصدق الشكر وأجمله.
والذين يقرأون هذا الكتاب الممتع سيرون أن صاحبه قد وفق أيما توفيق في أن يصف ببراعة اشتغاله وانهماكه الكبير على مدى سنوات العمر في تأسيس صرحه الطبي الشامخ المتمثل في مجموعة مستشفيات بخش الطبية، مستظلاً ببركة من الله وتوفيق من عنده، ومستنداً إلى دعم أخيه المخلص عبدالله وغيره من الأصدقاء الأوفياء الذين ساندوه وقت الأزمات وشدوا من أزره عند الشدائد.
مما شدني في الكتاب بعض ما ورد فيه من أخبار المواقف الصعبة التي مرت به وما كان في بعضها من أحداث غريبة يذهل لها القارئ حين يرى كيف أن الضائقة يمكن أن تفرج في بعض المرات بأسرع مما يتوقع الإنسان، وكيف أن الأحلام متى أراد لها الله أن تتحقق تحققت بسبب يكاد يكون أقرب إلى الخيال منه إلى الحقيقة. لقد جعلتني تلك الأحداث التي يرويها الدكتور بخش في سيرة حياته ازداد إيماناً بأن من كتب الله له السعة في الرزق أو النجاح في الحياة يسر ذلك له، وأن من قدر عليه رزقه أو كتب عليه مزاملة الفشل فإنه لا مفر له من ذلك مهما فعل. وهذا الإيمان يجعلنا نشعر بالرضا والاطمئنان، ونحمد الله على التوفيق متى وفقنا، ونسلم له ونرضى بقضائه متى أصابنا ما هو غير ذلك.
وأنا أحمد للدكتور بخش تواضعه الذي أملى عليه عدم نسبة النجاح كله إلى جهده وحده، وإنما كان كثيراً ما يذكر في ثنايا كتابه الأشخاص الذين ساندوه ودعموه فلا تمر مناسبة إلا وينسب الفضل فيها إلى أهله. وقديماً قيل: «لا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل».
وفي رأيي أن الكتاب مرجع جيد للشباب يتعلمون منه خطوات النجاح في الحياة. وهي خطوات كما تجلت في حياة الدكتور بخش تتلخص في مراحل ثلاث: مرحلة الحلم، ثم مرحلة التخطيط لبلورة الحلم، ثم مرحلة العمل لتنفيذه وانجازه على أرض الواقع. ولهذا السبب فإني بعد أن أنهيت قراءة الكتاب قدمته لابنتي رؤيم، الطالبة في كلية الطب وشجعتها على قراءته خاصة وأنه يضم بعض الطرائف عن الأساتذة في كلية طب عين شمس التي أجدها قد تمتع الطلاب والطالبات الذين كثيراً ما يشتكون من عنجهية أساتذتهم وقسوتهم.

فاكس 4555382