يتداول كثيرون أن (فيتامين أ) قادر على تحسين النظر بشكل مباشر، غير أن خبراء صحة العيون يؤكدون أن الأمر أدق من ذلك، إذ يرتبط دور الفيتامين أساساً بالوقاية من مشكلات محددة في الرؤية وليس بتحسين البصر لدى الأشخاص الأصحاء، وفق ما أورده (موقع 24) نقلاً عن آراء طبية متخصصة.
وتساءل مختصون عن دور فيتامين (A) في صحة الشبكية، فأوضح خبراء أنه عنصر أساسي يدخل في تكوين صبغة الرودوبسين الضرورية للرؤية في الإضاءة الخافتة، وأن نقصه قد يؤدي إلى العشى الليلي وجفاف العين، وقد يتطور في الحالات الشديدة إلى تلف القرنية وفقدان البصر، كما أكدوا أن تعويض النقص لدى المصابين به ينعكس إيجاباً على الرؤية، غير أن تناول الفيتامين لا يحسّن قوة النظر لدى من لا يعانون من نقص. وبيّن الخبراء أن الاعتقاد السائد بأن الإكثار من فيتامين (A) يقوّي البصر غير دقيق، محذرين من أن الجرعات الزائدة قد تكون ضارة، إذ قد تسبب الصداع، الغثيان، آلام العظام، واضطرابات في الكبد، خصوصاً عند تناول المكملات دون استشارة طبية. وأكدوا أن أفضل وسيلة للاستفادة من الفيتامين هي الحصول عليه من مصادر غذائية طبيعية ضمن نظام متوازن.
وتشمل أبرز الأطعمة الغنية بـ(فيتامين أ) الكبد، منتجات الألبان، البيض، إضافة إلى الخضراوات والفواكه الغنية بالبيتا كاروتين مثل الجزر، البطاطا الحلوة، السبانخ، والمشمش. وشدّد الأطباء على أن الحفاظ على صحة العين يتطلب عوامل متعددة( من بينها التغذية المتوازنة، والفحوصات الدورية، والوقاية من الإجهاد البصري.
وخلاصة القول، فإن فيتامين (A) ضروري لصحة العين والوقاية من أمراض خطيرة، لكنه ليس علاجاً سحرياً لتحسين النظر ما لم يكن هناك نقص حقيقي يحتاج إلى تعويض.