في تطور سريع لواقعة السباح الناشئ، أمرت النيابة العامة المصرية بحبس الحكم العام لبطولة الجمهورية للسباحة و3 من أفراد طاقم الإنقاذ احتياطياً 4 أيام على ذمة التحقيقات، لثبوت مسؤوليتهم المباشرة عن وفاة الطفل يوسف محمد أحمد عبد الملك (12 سنة) غرقاً داخل أحد حمامات السباحة بمجمع حمامات استاد القاهرة الدولي الخميس الماضي.

وباشرت النيابة العامة التحقيقات فوراً، وانتقلت إلى موقع الحادثة لمعاينته، حيث تبين عدم وجود كاميرات مراقبة فعالة في المسبح.

وانتقلت النيابة بعد ذلك إلى مقر الاتحاد المصري للسباحة وضبطت: الملف الطبي الخاص بالطفل المتوفى، مقطع فيديو كامل (غير مجتزأ) يوثق الواقعة بالكامل، جميع المستندات الخاصة بتنظيم البطولة والإشراف الطبي عليها، وأجهزة تسجيل كاميرات المراقبة لتفريغ محتواها.

كما انتقلت النيابة إلى مستشفى دار الفؤاد وأجرت مناظرة جثمان الطفل، وندبت مصلحة الطب الشرعي لإجراء التشريح وبيان سبب الوفاة النهائي، وما إذا كان الطفل يعاني أمراضاً تمنعه من المشاركة، ومدى التزام الطاقم الطبي بالإجراءات السليمة من لحظة انتشاله حتى إعلان الوفاة.

الفيديو يكشف التفاصيل الصادمة

وبحسب بيان صادر عن النيابة العامة، فإن تفريغ المقاطع المرئية أثبت أن الطفل يوسف وصل إلى نهاية السباق ثم تهاوى إلى قاع المسبح، وظل دون أن ينتبه إليه أي من الحكام أو المنقذين، حتى تم اكتشافه أثناء إعداد السباق التالي، أي بعد مرور 3 دقائق و34 ثانية كاملة تحت الماء.

أكثر من 20 شاهداً أكدوا الإهمال

واستمعت النيابة إلى أقوال أكثر من 20 شاهداً، من بينهم: والد الطفل، والد إحدى المتسابقات، المدرب الخاص، مدير عام الدعم ومتابعة الهيئات الرياضية بوزارة الشباب والرياضة، عضو اللجنة الطبية لسلامة اللاعبين، المدير التنفيذي للاتحاد المصري للسباحة ومدير البطولة، الحكام المشاركون، المدير التنفيذي للاتحاد المصري للغوص والإنقاذ، الأطباء الذين تعاملوا مع الحالة، جميعهم أجمعوا على وجود إهمال جسيم وتقصير واضح من الحكم العام وطاقم الإنقاذ، ما تسبب مباشرة في وفاة الطفل.

مخالفات طبية وتنظيمية خطيرة

وكشفت التحقيقات أيضاً أن الملف الطبي للطفل يوسف خالٍ تماماً من الفحوصات والتقارير الطبية الإلزامية التي نص عليها قانون الرياضة والكود الطبي للاعبين (قرار وزير الشباب والرياضة رقم 1642 لسنة 2024).

كما كشفت أن الاتحاد المصري للسباحة ونادي الزهور الرياضي لم يلتزما بضوابط سلامة وصحة اللاعبين، ورغم وجود طبيب رعاية مركزة وطبيبة اتحاد وسيارة إسعاف في الموقع، إلا أن الإجراءات لم تكن كافية أو سريعة.

التحقيقات مستمرة

وتواصل النيابة العامة استكمال التحقيقات، حيث استدعت رئيس الاتحاد المصري للسباحة، وعدداً من المسؤولين به وبنادي الزهور، وتنتظر تقرير الطب الشرعي النهائي، وستستجوب من تسفر عنه التحقيقات من مسؤولين آخرين.