البروفيسور سراج ولي
البروفيسور سراج ولي
-A +A
محمد داوود (جدة) mdawood77@

أكد لـ«عكاظ» استشاري الأمراض الصدرية وطب النوم البروفيسور سراج ولي، أن تخصيص يوم توعوي عالمي للنوم دلالة على أهميته على صحة الانسان، إذ إن الفرد لا يستطيع القيام بأي مهمات إذا لم يحصل جسده على الراحة والنوم.

وقال: خلال فترة النوم تتم عمليات حيوية داخل الجسم من شأنها تنظيم الإيقاع اليومي للفرد وآلية إفراز الهرمونات وغير ذلك من العمليات التي تعزز عمل الانسان وقدرته في الإنتاجية.

وأضاف: تزامناً مع اليوم العالمي للنوم الذي يحتفل به العالم، ننبه إلى أن الحرمان من النوم يؤثر على نوعية الأداء الوظيفي، وذلك بالتأثير على الوظائف العقلية، مثل: الذاكرة، والقدرة العقلية، والمهارات الحركية، وتقلبات المزاج، بينما النوم الصحي ينظم وظائف الجسم المختلفة، مثل درجة الحرارة، ووقت الاستيقاظ والنعاس، والجوع، وكذلك إفراز معظم الهرمونات على مدار 24 ساعة، فالنوم يعتبر بمثابة الغذاء الذي يحتاج إليه الدماغ والجسد، بينما السهر وسوء النوم يدفعان الجسد إلى أن يتفاعل -عن طريق هرموناته- بشكل غير مستقر وغير متوقع.

وتابع أن النوم الصحي هو الذي يضمن إفراز هرمون «الميلاتونين» بشكل صحيح ليلاً، فالهرمون موجود بشكل طبيعي في الجسم، وينتج من الغدة الصنوبرية في الدماغ، ويلعب دوراً مهماً في تنظيم دورة النوم لدى الإنسان، ويكون أعلى مستويات إفرازه في ساعات الليل المتأخرة (3 إلى 4 صباحاً)، أي نحو 3 ساعات بعد الدخول في النوم، ثم يبدأ في الانخفاض تدريجياً استعداداً للاستيقاظ.

وشدد البروفيسور سراج ولي على ضرورة الحرص على النوم المبكر ليلاً وتجنب السهر، وضرورة مقاومة إغراءات الأنشطة الاجتماعية في أوقات متأخرة من الليل، وتغيير ثقافة ارتباط الترفيه الاجتماعي بالتدخين الذي يعد منبهاً شديداً للدماغ والإفراط في السهر وتناول الكافيين، وتجنب إثارة الذهن قبل النوم بساعتين على الأقل بتحجيم التعلّق بوسائل التواصل الاجتماعي، وتقليل الضوضاء وشدة الأضواء، وتناول الأطعمة المحفزة على الاسترخاء والنوم، مع عدم الإفراط في تناول الطعام مساء، والتعرّض لضوء الشمس أثناء ساعات الصباح لحضّ الجسم على التنبّه والشعور بالنشاط، وتجنب القيلولة الطويلة أثناء النهار حتى لا تتسبب في تأخير النوم ليلاً.

واختتم حديثه قائلا: «كما أن مزاولة تمارين الاسترخاء قبل النوم تساعد في الحصول على نوم هادئ، ففي بداية النوم ينتقل الإنسان تدريجياً من حالة اليقظة التامة إلى حالة النوم، وتسمى هذه الفترة الانتقالية بين اليقظة والنوم بفترة النعاس التي تتفاوت مدتها من شخص لآخر ومن ليلة لأخرى، وغالبا ما يتخللها العديد من الأفكار والخواطر المتفرقة، في حين تسكن فيه حركة الجسم وتبدأ العضلات في الارتخاء ويعقب فترة النعاس هذه حالة النوم الفعلية».