-A +A
محمد داوود (جدة) - mdawood77@

كشف استشاري الطب النفسي الدكتور محمد الحامد أن نسبة كبيرة من أفراد المجتمع عندما يستيقظون من النوم يشاهدون الجوال كأول عمل يقومون به، وقد يكون في ذلك انعكاسات غير صحية في حال وجود أخبار غير سعيدة أو مزعجة قد تسبب التوتر الشديد وبالتالي رفع نسبة هرمون الأدرينالين، وقد يصبح الفرد في حال انزعاج، وبالتالي عدم قدرته على الإنتاجية أو القيام بالأعمال اليومية.

ودعا إلى ضرورة التهيئة النفسية أولا عند الاستيقاظ من النوم، وتناول الفطور الصباحي، وتجهيز المتطلبات اللازمة، وبعد ذلك يمكن تصفح الجوال وقراءة الرسائل، إذ إن اتباع هذا الأسلوب يبعد كل المؤثرات الخارجية التي تؤثر على الشخص وتربك عمله، كما أن اتباع الأسلوب الصحي في مشاهدة الجوال بعد الاستيقاظ من النوم يحافظ على توازن هرمونات الجسم، فيبدو الفرد مستقرًا نفسيًا وقادرًا على القيام بأعماله بشكل إيجابي ومحفز.

ونوه إلى أن التكنولوجيا أصبحت في حياة الفرد شريكًا مهمًا لا غنى عنه في الحياة المهنية والشخصية، وهذا الأمر لا يمكن إنكاره، لكن من المهم تجنب كل الآثار السلبية التي تؤثر على صحة الفرد النفسية، فهناك للأسف أشخاص يعانون من مشكلة هوس التكنولوجيا وهو ما يجعلهم أكثر عرضة لاضطراب القلق المتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، لذا فإنه ينصح الجميع بضبط استخدام الأجهزة الإلكترونية لتفادي التعرض للمشكلات المرتبطة بالتكنولوجيا.

واستشهد استشاري الطب النفسي بدراسة بريطانية أجريت على 2000 فرد، أثبتت أن الأشخاص الذين ينظرون إلى «الإيميلات» وصفحات التواصل الاجتماعي عند الاستيقاظ من النوم مباشرة، يشعرون بالاكتئاب والتوتر طوال اليوم، وعند الابتعاد عن تلك العادة لمدة أسبوع واحد فقط، اكتشف أن مستوى التوتر والقلق انخفض وزاد مستوى الإيجابية والنشاط، ما يؤكد أهمية التهيئة النفسية قبل استخدام الأجهزة الإلكترونية.

وشدد الدكتور الحامد على ضرورة تجنب استخدام الجوال قبل النوم بنصف ساعة، حتى يتمتع الفرد بكل مراحل النوم بطريقة صحية، ولمنع تداخل الضوء المنبعث من الأجهزة الإلكترونية مع الهرمونات المحفزة للنوم التي تفرزها أدمغتنا، فهناك هرمون يفرز ليلًا وهو «الميلاتونين» الذي تنتجه الغدة الصنوبرية في الدماغ، إذ يلعب دورًا مهمًّا في تنظيم دورة النوم لدى الإنسان، وعندما يفرز الميلاتونين في الليل فإنه يساعد الدماغ على معرفة أن وقت النوم قد حان، في حين يوقف الجسم إفراز الهرمون وقت الفجر ليساعد الجسم على الاستيقاظ، كما يساعد هرمون الميلاتونين الطبيعي الذي ينتجه الجسم ليلًا الدماغ في التمييز بين أوقات الصباح وأوقات المساء، وتنظيم دورات النوم وربطها مع نظام التوقيت الذي نعيشه، وتؤدي المستويات العالية من الميلاتونين إلى النوم العميق.