طفلة أمريكية تبكي أثناء الفحص في كاليفورنيا. (وكالات)
طفلة أمريكية تبكي أثناء الفحص في كاليفورنيا. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
بدأت السلالة المتفرعة عن سلالة أوميكرون المتحورة وراثياً، التي لم تُعط اسماً بعد؛ بل تعرف باصطلاحها العلمي BA.2، كما أطلق عليها «الخَفِيّة» (Stealth)؛ تحتل قدراً أكبر من الاهتمام عالمياً؛ على رغم محاولات العلماء طمأنة الشعوب إلى أنها ليست مدعاةً للخوف في الوقت الراهن. ورأت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس أنه على رغم تكهنات العلماء بأن «الخفية» لا يحتمل أن تتسبب في موجة وبائية جديدة حول العالم، فإنها من دون شك ستتيح للسلالة الأصلية (أوميكرون) أن تواصل هجمتها الشرسة الحالية وقتاً أطول في أنحاء المعمورة. وثَمّةَ إجماعٌ على أنه لا توجد أدلةٌ حتى الآن على أن «الخفيّة» تسبب قدراً أكبر من المرض. كما أن اللقاحات المتاحة قادرة على لجمها، أسوة بحالها مع أوميكرون. بيد أنه يظهر أنها أشد قدرة على التفشي السريع من أوميكرون. وأشارت صحيفة «الغارديان» البريطانية أمس إلى أن أوميكرون غدت تهيمن على الغالبية العظمى من الإصابات الجديدة في العالم؛ بنسبة تربو على 98%، بحسب أرقام 25 يناير الماضي. وأضافت أن «الخفية» أضحت تنافس أوميكرون (AB.1) في بعض بقاع أوروبا وآسيا. وذكرت «الغارديان» أن عالم الإحصاءات الفايروسية الأمريكي تريفور بيدرفورد أكد أن «الخفية» باتت تمثل 82% من الإصابات الجديدة في الدنمارك، و9% في بريطانيا، و8% في الولايات المتحدة. وعلى رغم التقارير بشأن قدرة «الخفية» على تسريع إفشاءِ عَدْواها؛ فإنه ليست ثمّةَ أدلةٌ على أنها قادرة على إبطال فعالية اللقاحات المضادة لكوفيد-19. وأكدت وكالة الأمن الصحي البريطانية في تحليل أجرته خلال الفترة 27 ديسمبر 2021 إلى 11 يناير 2022 أن «الخفية» أسرعُ تفشياً وسط الأسر (13.4%) من أوميكرون (10.3%). وأشارت «الغارديان» إلى أن أكثر ما يثير القلق هو السؤال: هل يمكن لمن يصاب بأوميكرون (BA.1) أن يصبح منيعاً ضد الإصابة بـ«الخفيّة» (BA.2)؟ ونسبت إلى أستاذ مكافحة الأمراض المُعدية بكلية الطب بجامعة نوثويسترن في شيكاغو الدكتور إيغون أوزر قوله إن القلق متعاظم في الدنمارك، حيث تتزايد إصابات «الخفيّة». وزاد: إذا لم يوفر التعافي من أوميكرون حماية من الإصابة بـ«الخفيّة»، فمعنى ذلك أن الهجمةَ الفايروسيةَ الراهنةَ أشبهُ شيءٍ بجَمَلٍ ذي سنامين! لكنه قال إنه لا يزال سابقاً لأوانه القطع بحقيقة ما قد يحدث. وأضاف أن الأخبار السارة تتمثل في أن اللقاحات وجرعاتها التنشيطية لا تزال قادرة على إبقاء المصابين بعيداً عن التنويم واحتمالات الوفاة. وأكد عالم اللقاحات لدى الوكالة العلمية الأسترالية البروفيسور سيشادري فاسان أن عدد إصابات «الخفيّة» في العالم وصل حتى 27 يناير الماضي إلى 10.811 إصابة؛ أكثرها في الدنمارك، والهند، والمملكة المتحدة. وزاد أن ما أهم ما أفاد به العلماء الدنماركيون، حيث تم تسجيل 8357 إصابة بهذه السلالة الفرعية، هو أن «الخفية» سريعة التفشّي؛ لكن لا توجد أدلة على أنها أشد قدرة على التسبب بالمرض الشديد للمصابين، وهو ما يحتم عدم القلق من «الخفية»، والاكتفاء بالتدابير الوقائية الحالية، كالخضوع للتطعيم، والحصول على الجرعة التعزيزية، والحرص على التباعد الجسدي، وارتداء الكمامة، واتباع الإرشادات الصحية المحلية. وأشارت رويترز أمس، إلى أن العلماء الدنماركيين يقولون إن تقديراتهم توصلت إلى أن «الخفية» أقدر على التفشي السريع نحو مرة ونصف المرّة مقارنة بأوميكرون. وأضافت أنه يمكن تأكيد تشخيص الإصابة بـ«الخفية» من خلال اختبارات الفحص المنزلي، القادرة على اكتشاف الإصابة، وإن تكن عاجزة عن تحديد التسلسل الجيني للسلالة المتسببة في الإصابة.

في أحدث تطورات الأزمة الصحية العالمية؛ قفز العدد التراكمي لإصابات فرنسا أمس (الإثنين) إلى 19 مليون إصابة. وفيما ارتفع عدد إصابات جمهورية التشيك أمس إلى 3 ملايين إصابة؛ انضمت جارتها سلوفاكيا أمس إلى الدول التي رُزِئت بمليون إصابة. وتواجه الجارات الأوروبيات الثلاث إيطاليا، وإسبانيا، وألمانيا وضعاً متفاقماً؛ إذ إن إيطاليا تقترب من تسجيل 11 مليون إصابة منذ اندلاع النازلة؛ فيما تتقدم إسبانيا باطّراد نحو 10 ملايين إصابة. ومثلها ألمانيا التي بلغ العدد التراكمي لإصاباتها أمس 9.77 مليون إصابة.


الإصابات تتراجع.. والوفيات تتزايد

على رغم كل ما قيل في شأن عجز سلالة أوميكرون عن التسبب بتدهور الحالة الصحية لضحيتها، وتضاؤل احتمالات وفاته بها؛ فإن الأزمة الصحية في الولايات المتحدة وأرجاء العالم تؤكد أن هذه المتحورة تتسبب في ارتفاع وتزايد عدد الوفيات الوبائية. فقد ارتفع عدد وفيات أمريكا الأحد إلى 2.524 وفاة. ونقلت أسوشيتد برس أمس عن أستاذ الصحة العامة بجامعة كاليفورنيا أمدرو نويمر قوله إن أوميكرون ستدفع بوفيات أمريكا بالفايروس إلى تجاوز مليون وفاة (907.190 وفاة حتى أمس الإثنين). أما في روسيا فقد أدى تسارع تفشي أوميكرون إلى تسجيل روسيا 121.288 إصابة جديدة الأحد، بزيادة أكثر من 8 آلاف حالة عن اليوم السابق. وأعلنت روسيا قيد 668 وفاة إضافية الأحد، ليرتفع العدد التراكمي لوفياتها منذ اندلاع نازلة كورونا إلى 330.728 وفاة. وهو العدد الأكبر للوفيات في القارة الأوروبية.