الدكتور نبيل براشا
الدكتور نبيل براشا
-A +A
«عكاظ» (جدة)

أوضح استشاري العقم وأطفال الأنابيب وجراحات المناظير النسائية الدكتور نبيل بن محمد إعجاز براشا، أن اتخاذ قرار الإنجاب بين المتزوجين حديثاً لم يعد كما كان سابقاً، إذ اختلفت الظروف الاجتماعية في وقتنا الحالي والتي أدت بدورها إلى عدم استعجال الزوجين في اتخاذ قرار الإنجاب وخصوصاً لاعتبارات الدراسة أو العمل وغير ذلك.

وقال براشا: يُنصح المتزوجون حديثاً بعدم تأجيل إنجاب المولود الأول، فذلك أفضل صحياً للطرفين، إذ إنه في حال وجود أي علة تمنع من حدوث الحمل لدى أحد الطرفين فالاكتشاف المبكر يساعد على دراسة الحالة ووضع العلاج اللازم، عكس التأخير الذي ربما يقلل من فرص حدوث الحمل وخصوصاً إذا كان الزوجان قد تجاوزوا سن الثلاثين.

وحول أفضل سن تستطيع الزوجة فيه الحمل خلال حياتها الزوجية أوضح براشا: وجدت إحدى الدراسات العالمية أن النساء في أواخر الثلاثينيات من العمر أقل عرضة للحمل بنسبة 50% خلال أكثر أيامهن خصوبة مقارنة بالنساء في أوائل العشرينيات من العمر، إذ تبدأ خصوبة المرأة في الانخفاض والتراجع في عمر 32 عاماً وتنخفض بسرعة أكبر بعد سن 37، لذلك من الناحية البيولوجية فإن أفضل سن للحمل للمرأة هو بعد العشرينيات وإلى الثلاثينيات من عمرها، بحلول ذلك الوقت يكون جسدها ناضجاً بما يكفي لتحمل طفلاً بالفعل، قبل أن تبدأ خصوبتها في الانخفاض، كما أن الجنين خلال هذه الفترة العمرية من العمل يأخذ من طاقة وجسم الأم الكثير من العناصر الهامة فكلما كانت الزوجة أصغر سنًا خلال الحمل كلما كانت أقدر على تحمل تبعات الحمل المترتبة، وبجانب كل ما سبق تكون عضلات الحوض بالقوة التي تتحمل فيها دفع الجنين والمرونة التي تسمح له بالمرور من خلالها، كما أن قدرة المرأة وصلابتها النفسية وطاقتها على تحمل أعباء الطفل تكون في أعلى قدرتها في هذه المرحلة.

وتابع: ما سبق لا يعني أن السيدة لا تستطيع الحمل بعد الثلاثين، فما دامت الزوجة في فترة الإباضة ولم تصل إلى سن اليأس، فمن الممكن أن تحمل بشكل طبيعي، ولكن صحيًا ونفسيًا وجسديًا فإن الحمل بعد العشرين إلى الثلاثين أفضل للزوجة، إذ تقل فرص حدوث مشاكل الحمل التي قد تتعرض لها بعض الزوجات بعد الثلاثين.

واختتم براشا بقوله: تولد المرأة بما يقارب مليوني بويضة، ثم تشرع هذه الأجسام في النضج أثناء البلوغ، لكن العدد يتراجع بشكل تدريجي إلى أن يهبط لنحو 25 ألف بويضة فقط في سن السابعة والثلاثين، ولا يقف ضرر ذلك عند تراجع العدد فقط، فبويضات المرأة التي تقدمت في العمر تعاني ترديا ملحوظًا في جودتها، وهو ما يعني مشكلات محتملة في الحمل والإنجاب.