-A +A
«عكاظ» (جدة)

أكد استشاري جراحة الحوادث والإصابات والمدير الإقليمي لبرنامج إدارة الكوارث والاستجابة للطوارئ التابع للكلية الأمريكية للجراحين في السعودية الدكتور خالد الأحمدي، أن المملكة أولت أهمية قصوى للتعامل مع الكوارث والأزمات وأثبتت نجاحها على مدار السنوات، وشجعت كل ما من شأنه الإسهام في هذا المجال وتطويره، فالاستثمار في مجال إدارة الكوارث والأزمات والتدريب على التعامل معها أصبح ضرورة قصوى وعمل نبيل يحتاج إلى الكثير من الجهد والمثابرة.

وقال الأحمدي: «التعامل مع الكوارث والأزمات من أكثر الأمور تعقيداً؛ وذلك لأن الاستجابة للكوارث تتطلب تعاون قطاعات عديدة في أي دولة، ويشمل ذلك القطاعات الحكومية والخاصة بمختلف مجالاتها الطبية والأمنية والصناعية وغيرها، وتنسيق العمل بشكل يضمن تحقيق الأهداف الأساسية وهي منع حدوثها أو التقليل من أضرارها، وهذا يحتاج إلى نظام شامل يحتوي على جميع الأنظمة والمعايير الأساسية للاستجابة والتأهيل ما بعد حدوث الكارثة، إضافة إلى التدريب المستمر لفرق الاستجابة ومراكز التحكم عوضاً عن رفع وعي المجتمع، وكل هذه المتطلبات لا يمكن تحقيقها الا بالمعرفة الشاملة بطبيعة الكوارث والتدريب المستمر على كيفية التعامل معها، وهنا يأتي دور الكفاءات المتخصصة في علم الكوارث كي يقدموا للمجتمع المحتوى النظري والعملي عن طريق عقد وإقامة الدورات المتخصصة في هذا المجال».

وحول اختيار البرنامج التدريبي التابع للكلية الأمريكية للجراحين مضى قائلاً: توجد دورات عديدة في جميع أنحاء العالم لرفع مستوى الاستجابة والتعامل مع الكوارث، وقد شاركت في عدد كبير منها واكتسبت خبرات كثيرة من خلالها، ولكن عند مشاركتي في برنامج إدارة الكوارث والاستجابة للطوارئ مع الكلية الأمريكية، وجدت أن هذا البرنامج يعتمد على تبسيط مبادئ التعامل مع الكارثة على أرض الواقع وتوضيح الأخطاء التي تعيق الاستجابة الفعالة، وبالتالي عدم الوقوع فيها، فالمنهج الموضوع في البرنامج مستنبط من الكوارث العالمية التي حدثت في الماضي وتمت مراجعته من قبل عدد كبير من الكفاءات العالية في هذا المجال بالولايات المتحدة الأمريكية عوضاً عن حقيقة أن البرنامج يناسب مختلف المستويات التعليمية للأفراد من جميع القطاعات سواء المدنية أو العسكرية أو الصناعية، وقد أثبت البرنامج فعاليته في رفع مستوى وكفاءة الاستجابة.

وعن مسؤوليته تجاه هذا البرنامج خلص إلى القول: في الحقيقة مسؤوليتي ليست محدودة بالبرنامج فقط، بل أتمنى رفع الوعي العام ومساهمة جميع الكفاءات في نشر ثقافة التعامل مع الكوارث فكل له دوره، المتخصصون في هذا المجال يشاركون بعلمهم ومهاراتهم لتدريب فرق الاستجابة وجميع من يشارك في الكوارث، وأفراد المجتمع يساهمون في التقليل من حدوث الكوارث خصوصاً الكوارث المتعلقة بالمنازل عن طريق المعرفة، أما بالنسبة للبرنامج فمسؤوليتي هي تدريب الطاقم الطبي والإداري على إدارة الكوارث ضمن معايير البرنامج وإعداد المدربين وترخيصهم، وكذلك ترخيص المستشفيات ومراكز التدريب واعتمادها لإقامة الدورات وقد تحقق نجاح كبير في هذا المجال، إذ يبلغ عدد المدربين في المملكة العربية السعودية 40 مدرباً، وتم تدريب ما يزيد على 800 متدرب وترخيص 4 مراكز للتدريب، إضافة الى ذلك تم ترخيص مستشفى الدفاع في مملكة البحرين واعتماده لإقامة الدورة وترخيص المدربين لديهم، وإن شاء الله ستستمر جهود الزملاء في نشر البرنامج وتدريب أعداد أكبر في القريب العاجل.