-A +A
مازن راجح (جدة) @mazen_rajeh

اجتمع تجار البيض في الأرجنتين واتفقوا على رفع سعر البيض واضعين في اعتبارهم أن بضاعتهم مطلوبة ولن يستطيع الناس الاستغناء عنها فأرادوا أن يزيدوا أرباحهم بطرق غير «نظيفة» حسب رأي المواطن الأرجنتيني.

وعندما فوجئ المواطن الأرجنتيني بارتفاع سعر البيض تركه قائلاً إن هناك أولويات وبدائل لفوائده الغذائية وتركه، ودون اتفاق مسبق أو ترتيب امتنع جميع المواطنين في الأرجنتين عن شراء البيض، فوقع تجار البيض في أزمة حقيقية وانتظروا أياماً لعل الأمور تعود لسابق عهدها، ولكن الدجاج في المزارع يحتاج إلى الأكل يومياً ويبيض يومياً والمتاجر ترفض أخذ البيض لأن المخزون القديم لم ينته بعد، وتراكم البيض في المستودعات، فاضطر «تجار البيض» إلى عقد اجتماع عاجل وأعادوا الأسعار إلى سابق عهدها «السعر القديم»، ولكن هيهات أن تعود الأمور لسابق عهدها فلازال المواطن الأرجنتيني مقاطعاً للبيض، بعد أن تعود على تركه واستمر الأمر لأسابيع قليلة تكبد فيها التجار خسائر كبيرة، واضطروا في اجتماعهم الثاني إلى خفض السعر أكثر ليصبح أقل من السعر القديم للبيض، فبدأ بعض المواطنين في العودة القليلة لشراء البيض ولكن لم يعد الاستهلاك كالسابق ولا أرباح «تجار البيض» كالسابق بعد أن اضطروا إلى خفض السعر الذي بدوره خفض أرباحهم بسبب خطأ «غير ذكي» وفادح، وكان درساً لهم بعدم العودة لهذه السياسة مرة أخرى.

الأمر نفسه الذي حاولت فعله «واتساب» بعد طرحها سياستها الجديدة التي حاولت فيها انتهاك الخصوصية لمستخدمي تطبيقها واستغلالها في تطبيق آخر، الأمر الذي استفز المستخدمين، خاصة بعد تهديد الواتساب لهم -إما الموافقة أو حذف الحساب- الأمر الذي فسره المستخدمون «يا توافق ولا أمسك الباب»، فانطلقوا بحثاً عن بديل يلبي احتياجاتهم ويحترم خصوصياتهم، الأمر الذي جعل التطبيقات الأخرى تسارع في جلب المستخدمين بعد أن قدمت لهم «واتساب» دون أن تدرك هدية على طبق من ذهب، حيث حصلوا على حصة من سوق تطبيقات التواصل، الأمر الذي أضر واتساب في الأسواق المالية الأمريكية وعلى المستوى الدولي من حيث القضايا التي رفعتها بعض الدول عليها.

وبعد أن أحست واتساب بالخطر، اجتمعت على طريقة «تجار البيض»، وتراجعت عن سياستها، ولكن المستخدمين لازالوا يبحثون عن بديل وإن لازالوا يستخدمون التطبيق، وذلك بعد أن حذرت جهات عدة منسوبيها من استخدام التطبيق والاتجاه لتطبيقات بديلة، ولازالت واتساب وسط الأزمة، التي لا تعرف هي كيف ستنتهي وما هي حجم الخسائر التي ستطالها بسبب غلطة مشابهة لـ «تجار البيض» في الأرجنتين.