طاقم البعثة في صورة تذكارية مع منسوبي كاوست وقيادات الدفاع
طاقم البعثة في صورة تذكارية مع منسوبي كاوست وقيادات الدفاع
-A +A
حسن باسويد (جدة)baswaid@

في الثاني من شهر مارس القادم، يسطر التاريخ اسم الأمير سلطان بن فهد بن سلمان بن عبد العزيز كأول عربي، وأول مسلم يغوص إلى أعمق نقطة في البحر الأحمر، عبر أول عملية إنزال مأهولة بمصاحبة فريق من بعثة "كالادان أوشانيك Caladan Oceanic" الاستكشافية الأمريكية.

وابلغ نائب الرئيس للشؤون الحكومية بجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية «كاوست» سليمان الثنيان «عكاظ» اليوم (الخميس) أن الأمير سلطان سيحقق بهذا العمل رقما قياسيا بالنزول بواسطة غواصة استكشافية إلى منطقة غور «سواكن» على عمق يقدر بنحو 2800 متر، وهي أعمق نقطة في قاع البحر الأحمر، وهو بهذا يكرر أسبقية الإنجاز التاريخي لعمه الأمير سلطان بن سلمان، أول عربي ومسلم يقوم برحلة فضاء في العام 1985.

وأضاف الثنيان أن المستكشف الأمريكي «فكتور فسكوفو» الذي يرأس البعثة، هو في الأصل رجل أعمال وقد عمل في المملكة قبل أكثر من 25 عاماً، وأتي إليها الآن ليقدم هذا العمل كنوع من رد الجميل والحب الذي يكنه للمملكة.

واستضافت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) بعثة «كالادان أوشيانيك» الاستكشافية والمتخصصة في الأبحاث البحرية والبيئة، وبمساعدة وزارة الدفاع والجهات المختصة، للمشاركة لأول مرة بعمليات الغوص المأهول في التاريخ إلى ثلاث نقاط مهمة في قاع البحر الاحمر، وهي بحيرة «كبريت» المالحة على عمق 1500 متر، ومنخفض «الأتلانتس» على عمق 2000 متر وغور «سواكن» على عمق أكثر من 2750 مترا. وتهدف هذه البعثة من وراء تلك الزيارة إلى استكشاف قاع البحر الأحمر والتعرف على الكائنات التي تعيش فيه.

ومن جانبه قال المستكشف «فكتور فاسكوفو» لـ«عكاظ» إن بيئة البحر الأحمر فريدة من نوعها وبها أيضاً برك ملحية غنية بالمعادن الفريدة ولم يسبق لأحد أن غاص إلى أعماقه في رحلة مأهولة من قبل. مضيفاً أنه وجد تلك البحيرات المالحة والأعمدة المعدنية النادرة والتي تكونت عبر آلاف السنين، وقال "الذي شاهدته في البحر الأحمر من تكوينات طبيعية وبيئية شيء نادرة لم أشاهده من قبل في أي مكان في العالم. وأوضح أن تلك البرك الملحية والتي تقدر مساحتها بعدة كيلومترات هي من أعجب الأشياء التي شاهدها، فيمكن رؤية سطحها وأمواجها في منظر فريد وغريب من نوعه وسط قاع البحر.

ويعتقد طاقم العمل أن لمواقع الغوص هذه أهميةً علمية كبيرة، وأنّها ستوفر فرصة جديدة لإرسال مركبة مأهولة إلى أعماقها لأول مرة، مع كاميرات عالية الدقة قادرة على تحمل أعماقها.

ويرى فرق العمل أن المشاركة السعودية المباشرة على متن السفينة مع الحملة، من شأنه أن يعزّز صورة ومكانة (كاوست) والمملكة، وأن يوطّد سمعتها وجدارتها في مجال الأبحاث البحرية في جميع أنحاء العالم.

ومن المؤكّد أنّه ستتاح العديد من الفرص لجمع عينات بيولوجية وجيولوجية، التي يمكن أن تستفيد منها (كاوست) في تدعيم دراسات طلابها وأساتذتهم، الذين يتطلعون إلى الحصول على بيانات جديدة تُثري بحوثهم التي ينشرونها في المحافل الأكاديمية.

يذكر أن المستكشف «فيكتور فيسكوفو»، صاحب كالادان أوشيانيك، أكمل العام 2019، بصحبة كبير علماء جامعة (نيوكاسل) الدكتور آلان جاميسون، حملة أطلقوا عليها اسم حملة الأعماق الخمسة (Five Deeps Expedition) والتي أسفرت عن إرسال غواصة مأهولة إلى قاع محيطات العالم الخمسة، في مهمّة هي الأولى من نوعها في التاريخ. حيث غطت الحملة أكثر من 46 ألف ميل، وتم اكتشاف أكثر من 30 نوعاً جديداً من الكائنات.

فضلاً عن ذلك، حققت الحملة إنجازاً غير مسبوق يتمثل في الغوص أربع مرات إلى عمق يفوق أي عمق آخر حققته أي مركبة صنعها الإنسان على الإطلاق، وتحديداً إلى عمق في نقطة تشالنجر ديب Challenger Deep (التحدي العميق)، الواقعة عند خندق ماريانا Mariana Trench، في المحيط الهادي وهي أعمق نقطة في العالم تقدر بنحو 11 ألف متر.