لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد أداة للتنمية وتسريع الابتكار، بل تحوّل إلى سلاح مزدوج قد يخدم، في الوقت نفسه، مشاريع التطرف والعنف المنظم، ما يضعه في قلب معادلات الأمن القومي الحديثة.

اختبارات متطرفة

تقارير أمنية تشير إلى أن جماعات متطرفة بدأت اختبار توظيف الذكاء الاصطناعي، سواءً في إنتاج محتوى دعائي أكثر إقناعًا أو في تحسين قدراتها على التخفي والمناورة الرقمية. حيث يساهم الذكاء الاصطناعي في تسريع وتيرة التجنيد الرقمي، خصوصًا بين الشباب، عبر رسائل مخصصة وخطاب متكيف مع الميول النفسية والاجتماعية للفئات المستهدفة.

تزييف وتضليل

تُستخدم تقنيات التزييف العميق في فبركة الأخبار والصور ومقاطع الفيديو، بما يسمح بالتلاعب بالرأي العام، وبث الفوضى، وتقويض الثقة في المؤسسات والإعلام. فبعض نماذج الذكاء الاصطناعي قد تكشف، بصياغات ملتوية أو غير مباشرة، معلومات حساسة يمكن استغلالها أمنيًا، ما يثير مخاوف متزايدة حول حدود الأمان والحوكمة.

تحديات استخباراتية

تواجه الأجهزة الاستخباراتية صعوبة متنامية في ضبط وتتبع استجابات الذكاء الاصطناعي، خاصة مع تطوره السريع وقدرته على توليد محتوى متغير يصعب التنبؤ به. من أخطر أوجه الاستغلال المحتملة، استخدام الذكاء الاصطناعي لرصد نقاط ضعف البنية التحتية الحيوية، وتحليل البيانات المفتوحة للوصول إلى ثغرات أمنية دقيقة.

مواجهة جزئية

في المقابل، يُستخدم الذكاء الاصطناعي نفسه كأداة لمكافحة التطرف، عبر رصد المحتوى المتشدد مبكرًا وتحليل أنماط السلوك الرقمي، لكن هذه المواجهة ما زالت جزئية وغير كافية. وتمتلك شركات التكنولوجيا القدرة الأكبر على المراقبة المبكرة والحد من إساءة الاستخدام، بحكم سيطرتها على المنصات والنماذج، ما يجعل مسؤوليتها محورية في المعركة القادمة.

تشريعات غائبة

يبقى غياب تشريعات فعالة ومنسقة دوليًا أحد أخطر العوامل التي تفاقم المخاطر الأمنية، في وقت يتقدم فيه الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع من قدرة القوانين على اللحاق به.