-A +A
متعب العواد (حائل) Motabalawwd@

أعاد تتويج المنتخب الأرجنتيني لكرة القدم بطلاً لكأس العالم قطر 2022، بعد فوزه على نظيره الفرنسي بركلات الترجيح (4-2)، بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل (3-3) في المباراة النهائية للبطولة التي جرت بينهما، اليوم (الأحد)، على استاد لوسيل؛ الأضواء نحو «البشت» العربي والخليجي، بعدما ألبس أمير قطر الشيخ تميم بن حمد النجم ليونيل ميسي «البشت» قبل تسلمه كأس العالم 2022، إذ يعد «البشت» رمزاً للوجاهة والأناقة، ولا يزال عند العرب مقياساً للفرح، إذ لم يتمكن الزمن وعصرنة الأزياء من طمس هويته، فلا يزال حتى اليوم يتمتع بجودة صنع ودقة عالية، إلى جانب لمسات جمالية ذهبية مكنته من إعلان انتصاره على كل جديد.

«البشت» الذي ارتداه ميسي مطرز بخيوط ذهبية وأخرى فضية، وهو لباس من الصوف أو الوبر أو من خيوط القطن انتشر منذ القدم في الدول العربية و الإسلامية، وقد ارتداه أهل المدن والبادية في زمن الجاهلية وبعد بزوغ نور الإسلام إلى يومنا هذا.

وذُكر «البشت» أو «العباءة» كما كان يطلق عليه في كتب التراث العربي والأجنبي والمخطوطات والرسومات القديمة ومن خلال كثير من الأشعار والروايات، وعلى سبيل المثال ذكر الشاعر عبدالله بن عمر الشهير بالعرجي المتوفي عام 128هـ بقصيدة يصف بها حاله في هذا البيت بقوله:

علي عباءة برقاء ليست من البلوى تغطي نصف ساقي

رغم التطور الكبير الذي تشهده دول الخليج وقطر كدولة مستضيف، في كافة المجالات، إلا أن الأزياء العصرية الحديثة لم ترغم المُواطن على التخلي عن ارتداء البشت المُطرز بالخيوط الذهبية على الأطراف مع الثوب الأبيض و«الغترة» (غطاء الرأس للرجال) والعقال، ويأتي ذلك تمسكاً بالعادات والتقاليد، ومحافظة عليها حية في الذاكرة، فيما يُعد «البشت» رمزاً للشخصية، وقد ارتبط بالإنسان العربي وأصبح سمة من سماته.