منذ لحظة تعاقد الهلال مع المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، بدأ الشارع الرياضي السعودي يترقب التغييرات التي قد يحملها هذا المدرب المعروف بحنكته التكتيكية وقدرته على استثمار إمكانات لاعبيه بأفضل صورة ممكنة، أحد أبرز الأمثلة على بصمة إنزاغي السريعة هو الدور الجديد الذي منحه للنجم السعودي ناصر الدوسري، والذي يبدو أن «إنزاغي» قد أعاد اكتشافه ومنحه بُعدًا جديدًا داخل المستطيل الأخضر، حيث بدأ أساسياً في أول مباراتين معه في كأس العالم للأندية.

«ناصر الدوسري»، الذي لطالما عُرف بمرونته في الملعب وقدرته على اللعب في عدة مراكز سواء كظهير أيسر أو في خط الوسط، وجد نفسه تحت قيادة «إنزاغي» في مركز مختلف يبرز إمكاناته الفنية والبدنية بطريقة أكثر فاعلية، و«إنزاغي» المعروف بإتقانه توزيع الأدوار وتطويع اللاعبين حسب متطلبات الخطط، منح الدوسري حرية أكبر في التحرك بين الخطوط، ما ساعد اللاعب على إبراز قدراته في بناء الهجمة والمساهمة الدفاعية في آنٍ واحد.

كما أظهر اللاعب تطورًا ملحوظًا في القراءة الفنية للمباريات، وهي سمة تعكس التأثير الإيجابي لأسلوب إنزاغي التدريبي القائم على الانضباط التكتيكي والمرونة في التوظيف.

يعرف المتابعون أن ناصر الدوسري كان دائمًا لاعبًا مجتهدًا ويمتلك إمكانات كبيرة، لكن ربما ما كان ينقصه هو مدرب يمنحه الثقة الكاملة ويوظف قدراته بالشكل الأمثل، وهو ما تحقق مع إنزاغي. هذه النقلة النوعية في مستوى اللاعب تعكس رؤية المدرب الإيطالي في تطوير اللاعبين محليًا، وعدم الاكتفاء بالنجوم الأجانب، وهو توجه قد يمنح الهلال أبعادًا إضافية في المنافسة القارية والمحلية.

في النهاية، يبدو أن إنزاغي لا يعيد فقط اكتشاف ناصر الدوسري، بل يعيد رسم ملامح الهلال بطريقة أكثر توازنًا وتكاملًا، وهو ما يبشر بموسم استثنائي للزعيم الأزرق، بقيادة مدرب يعرف كيف يستثمر كل قطعة في تشكيلته بالشكل الأمثل .