-A +A
سلطان الزايدي
النصر في هذا الموسم يقدم كوارث وعكات فنية وإدارية غير مسبوقة، إنها أخطاء من بداية الاستعداد للموسم، لا يمكن أن تجني منها إلا الفشل طوال الموسم، وهذا بالفعل ما يحدث.

فمن يتخذون القرارات الفنية والإدارية في النصر لا يمكن أن يكون عندهم ولو جزءا بسيطا من الفهم في هذا المجال، والأدلة على هذا الأمر كثيرة، بدأت باستمرار المدرب البرازيلي «مانو»، الذي تمت إقالته بعد بداية الموسم، ثم تسلسلت الأخطاء الكبيرة بعد ذلك، والتي لا يمكن في ظل ارتكابها أن يصبح النصر منافسا على أي بطولة، فطريقة اختيار الأجانب غير سليمة مطلقا، إذ إنه العنصر المهم لتقوية الفريق، فحين تفشل في التعامل مع هذا الملف باحترافية وبفكر فني بحت لا تنتظر النجاح في الموسم.


إن النصر على مستوى العناصر المحلية جيد لحد ما، رغم النواقص، لكن العنصر الأجنبي ضعيف جدا بسبب عدم القدرة على تحديد احتياجات الفريق الضرورية، ويفترض في أمر كهذا أن يكون العنصر المحلي بديلا ناجحا للاعب الأجنبي، لكن في النصر العكس صحيح، إذ لم يلعب النصر مباراة واحدة وأجانبه مكتملون، وهذا دليل على سوء الاختيار، فالنصر يحتاج إلى حارس أجنبي، وهذا أمر واضح من رحيل الحارس الأسترالي «برادلي جونز»، لكن تفكير الإدارة أو الشخص المسؤول عن الاختيارات يعتقد أن القوة الهجومية وحدها من تصنع الفارق، ونسي أن التوازن في القوة مطلوب في كرة القدم الحديثة، كذلك الاعتماد على مدربين من أمريكا اللاتينية خطأ كبير، وهذا الفكر من التدريب انتهى زمنه، ولم يعد يستطيع أن يقارع الفكر الحديث في كرة القدم، فالنصر كان يحتاج لمدرب أوروبي، يبدأ معه من بداية الإعداد للموسم، وكان يحتاج لمدافع قوي بمواصفات المدافع البرازيلي «مايكون» أو أفضل منه، ويحتاج أيضا لظهير أيسر، إما محلي أو أجنبي، يقوم بالدور الدفاعي والهجومي على أكمل وجه. ولا تفهم لماذا فكرت الإدارة في إحضار مهاجم بدل المغربي المبعد «عبدالرزاق حمد الله»، رغم أن المهاجم الكاميروني «أبو بكار» يقوم بدوره على أكمل وجه، ولديه بديل في مقاعد البدلاء متى ما احتاجه، غير أن «تاليسكا» يمكن أن يقوم بهذا الدور متى ما احتاج الفريق، لكن أن تحضر مهاجما لتضعه احتياطا، أو تشركه في مركز غير مركزه، فهذا تخبط غير مقبول، نشاهد نتائجه الآن على أرض الواقع!

إن النصر في هذا الموسم وقع ضحية للعناد والتخبط، وخسر كل شيء بسبب فكر مسيريه؛ لذلك حضرت الكوارث الفنية داخل الملعب، والكل يجمع أن النصر يملك بعض العناصر الممتازة، التي تملك القدرة على المنافسة، متى ما تم تدعيمها بإضافات فنية تغطي نقاط الضعف في الفريق، لكن هذا لم يحدث، وكان على إدارة «مسلي آل معمر» أن تقدم استقالتها بعد مباراة الهلال الأخيرة، التي انتهت بنتيجة كبيرة لا تليق بالنصر وجمهوره، فهذا هو القرار الأنسب لأن النصر ملك جمهوره، وهم من يحترقون ويتألمون حين يخسر وتكثر عثراته!

دمتم بخير،،،