أمل السعيد
أمل السعيد
-A +A
أمل السعيد
أكثر ما يضيف لرياضة الوطن إنجازات هو المزيد من تمكين المرأة في هذا المضمار. هذا الأمر سيظل ترجمة واقعية لما تطمح له رؤية المملكة 2030، وهو -كذلك- استجابة مطلوبة للضوء الأخضر الذي أعطته القيادة الحكيمة لتكون المرأة السعودية في مكانها اللائق، لتصبح مصدر طاقة وعطاء وإنجاز، إلى جانب شقيقها الرجل في كل المجالات.

أعتقد أن دخول المستثمرين والمستثمرات مجال أندية كرة القدم النسائية هي الخطوة الأولى لنقل الأحلام إلى أرض الواقع، فهذه الأندية مجال بكر قابل للنماء السريع في بلادنا بحسب النوافذ العديدة التي يحويها، وبحسب المداخيل المادية التي يمكن أن توفرها هذه الاستثمارات، فضلاً عن تجربة عالمية ثرية يمكن الاستفادة من كل تفاصيلها لتكون رافد بناء وإنجاز في مسيرة الوطن.


ولأن الآمال لا يمكن بناؤها في الفراغ، فإن اللبنة المبدئية ستكون باعتماد الأندية النسائية في اتحاد كرة القدم وتسجيلها، وهذا ما سيعطي هذه الأندية شخصيتها الاعتبارية ويحقق لها الوجود الفعلي على أرض الواقع. كما لا بد أن يستصحب هذه الخطوة قيام لجان تمهيدية لكل نادٍ تتولى انتخاب رئيسة للنادي، وانتخاب عضوات وأعضاء الشرف للنادي.

صحيح أن ذلك لن يكون كل شيء، فإيجاد مقار لهذه الأندية هي ضرورة أخرى تترتب على هذه الخطوات بل قد تسبقها بحسب ما تتيحه الأنظمة والتوجهات، إذ لا يمكن تصور أن يقوم نادٍ رياضي بمهامه دون مقر يكون محوراً للانطلاق رياضياً وفنياً وإدارياً. وبالإمكان أن يتم دمج أكثر من نادٍ نسائي في مقر واحد إذا تطلبت البدايات ذلك، وكل الأمور ستتيسر إذا توفرت الإرادة اللازمة للسير نحو الأمام.

إن هذه الإجراءات، حين تتم، ستكون قاطرة للعديد من النشاطات والأعمال التي تصب في خدمة الأندية النسائية، إذ سيتمكن كل فريق من تعيين مدربة مؤهلة لتقود مع جهازها الفني النسائي الجوانب الفنية والتدريبية للفريق، وسيتمكن كل نادٍ نسائي من تكوين مركز إعلامي خاص به يعكس نشاطاته ومشاريعه وأخباره ويفتح القنوات مع كل الإعلام الرياضي في المملكة. كما أن هذه الخطوات ستتبعها خطوات أخرى في تكوين روابط مشجعات، ووسائل دعم تقليدية أو مبتكرة ترفع من إمكانيات النادي وتكون رافداً له في تجويد أدائه.

في الجانب الآخر، هناك خطوات لا بد أن تسير كتفاً بكتف مع أندية كرة القدم النسائية لتكتمل المعالم، فاعتماد بطولات كرة القدم النسائية ركن أساس في إشعال التنافس وجذب الانتباه والمتابعة، ولعل اعتماد بطولة باسم الأميرة نورة بنت عبدالرحمن سيكون نقطة انطلاق كبرى، نسبة لما يحمله اسم صاحبة البطولة من دلالات ومعانٍ تعزز من أهمية المرأة ودورها الرفيع في مجتمعها.

ثم إن تطويع الأنظمة الرياضية لخدمة كرة القدم النسائية ستكون قفزة مهمة لتحقيق الغايات، ومن ذلك السماح بوجود لاعبة أو اثنتين من المحترفات لكل فريق من خارج السعودية، وإتاحة فرص الاحتراف للاعبات الوطن، والسماح لانتقال اللاعبات بين الفرق.

كما لا ننسى أهمية إقامة الدورات وورش العمل لتأهيل معلقات رياضيات على مباريات كرة القدم، وإعلاميات للتحليل الرياضي في مختلف مواقع البث والنشر، بما يضمن رفع مستوى المتابعة، والارتقاء بالوعي الرياضي لدى الجمهور عموماً وجمهور المشجعات على وجه الخصوص.

إن هذا الذي نأمله لرياضة كرة القدم النسائية في بلادنا ينطلق من قناعتنا بأننا في بلد معطاء ومتطور بحمد الله، يدعم الرياضة النسائية ويؤمن بأهميتها، ويقود وزارة الرياضة فيها الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل الذي يقدم كل جهد لتسير رياضتنا بخطى واثقة نحو المجد والتميز.

وفق الله وزير الرياضة الأمير عبدالعزيز الفيصل، ودعواتنا بالتوفيق والنجاح لكل المساعي والجهود الساعية لتكون رياضة كرة القدم بالمملكة في المكانة التي يريدها لها كل عشاق المستديرة في أرضنا الحبيبة.