-A +A
عبدالله المرزوق (الرياض)
منذ ما يفوق العقدين وحلم تدوين وكتابة تاريخنا الرياضي ظل مطلبا نادى به الجميع وهدفا سعى إليه كل من ترأس الرئاسة العامة لرعاية الشباب والاتحاد السعودي لكرة القدم، لكنه ظل حلما عالقا لم يكتب له أن يرى النور طوال هذه الفترة، رغم أن ثمة محاولات لتحقيق ذلك لكنها وئدت في مهدها باستثناء محاولة هي الأخيرة قام بها فريق توثيق تاريخ الرياضة السعوية أخيرا، لكن ما تم إعلانه من نتائج قوبل بالرفض حتى قبل الإعلان.

«عكاظ» ترصد للقارئ الكريم ما توصلت إليه من معلومات عن جميع المحاولات والمراحل التي مر بها توثيق تاريخنا الرياضي من الجهات الرسمية والمشرفة على الرياضة في المملكة لنضعها بين يدي المهتمين بهذا الشأن والتي سنسردها بألسنة من عايشوها أو شاركوا فيها.


أول مقترح

يقول الدكتور صالح بن ناصر أن أول مقترح للتوثيق كان في عهد الراحل فيصل بن فهد في التسعينات الميلادية وحينئذ أمر بتشكيل لجنة من المؤرخين الرياضيين واجتمع بهم لوضع رؤية أولية للتوثيق ومن ثم مناقشتهم مع الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأصحاب الخبرة والتاريخ ويليها رسم عملية التوثيق الابتدائي ثم إشراك كل من يهتم أو من عايش المراحل السابقة لذلك الوقت ثم بدء العمل مع أن تسند رئاسة الفريق لأكبر المشاركين سنا، إلا أن التركيز على المنتخب على حد قول إبن ناصر و«هم» التأهل لكأس العام كان هو الهاجس الأكبر ولذلك فإن الفكرة وجدت لكنها لم تنفذ عمليا.

لجنة الإعلام والإحصاء

يحكي رئيس لجنة الإعلام والإحصاء مساعد العبدلي أن لجنته التي ترأسها في مطلع 2008، كان من ضمن مهامها عملية رصد وتوثيق بطولات كرة القدم فقط، لكنه لم يمض وقت طويل حتى استقال لظروفه الخاصة، فيما قال من خلفه أحمد صادق دياب عن مرحله أخرى للتوثيق في الفترة ما بين 2008-2009: كنا في ذلك الوقت مكلفين بلجنة فرعية كجزء من عملنا في لجنة الإعلام والإحصاء لوضع معايير توثيق البطولات فقط وليس التوثيق، وبالفعل وضعنا تلك المعايير والخطوات التي سيتم السير وفقها وتم رفعها للرئيس العام لرعاية الشباب ولم يتم البت فيها حتى غادرت عملي.

ويضيف دياب كرأي حول التوثيق: أهم شيء في هذا الجانب هو وضع معايير حتى يتم القضاء على الشكوك وأي انطباع آخر خاطئ وبالنسبة لنا لم نصل لمرحلة الرصد وإنما توقفنا عند وضع المعايير وأخذ الموافقة عليها وانتهى عملنا مع بداية الاتحاد الموقت الذي ترأسه أحمد عيد ولم يتم البت حول ما قمنا فيه.

أربع سنوات بأربع لجان

في السنوات الأربع الماضية تم تشكيل أربع لجان لإنهاء هذا الجدل وحسم الملف بدأت بلجنة جديدة في أول عام للاتحاد الحالي لأحمد عيد بعد أن اشترط عليهم القدادي منحه مدة سنتين للانتهاء من أعمال لجنته وإعلان نتائجها وبحسب ما يروي القدادي أنه تم بدء العمل وفق دراسة وضعها واستمر لمدة عام تم خلاله تجهيز كافة ما يتعلق بالتوثيق والرصد وتم الانتهاء من تصميم موقع إلكتروني أخذت خلاصته من أفضل المواقع العالمية بشكل جديد برعاية وبمداخيل تعود للاتحاد بمبلغ يقارب الـ 10 ملايين ريال يحوي كل المعلومات المتعلقه بالتاريخ الرياضي والحركة الرياضية بجميع تفاصيلها، لكن القدادي استقال بعد عمل عام، وأتى من بعده عبدالكريم الفالح ولم يكمل المسيرة رغم أنها جزء من عمل لجنة الإعلام في الاتحاد السعودي.

القدادي يعود

بعدها بأشهر شكل الأمير نواف بن فيصل لجنة أسماها لجنة الدراسات والتوثيق تتبع للجنة الأوليمبية يترأسها أيضا المؤرخ محمد القدادي وتم بدء العمل وتجهيز ملف كامل يحوي خريطة الطريق للعمل بالتعاون مع الاتحاد، لكن مشروع الأمير نواف لم يدم طويلا بعد إعفائه من منصبه بناء على طلبه ولم يستمر المشروع مع رئيس الهيئة الجديد الأمير عبدالله بن مساعد سوى شهر واحد، إذ كان يرى عدم جدوى استمراره وتوقف العمل بعد ثلاثة أشهر منها مدة شهر مع الأمير نواف وبقية الأشهر مع الأمير عبدالله بن مساعد والذي لم يسمح لها بالاستمرار بحسب تصريحات القدادي لوسائل الإعلام.

اتحاد عيد يسعى للتوثيق

بعد إيقاف أعمال لجنة القدادي بشهر فقط وتحديدا في شوال 1435هـ، تولى عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم الدكتور عبدالرزاق أبو داود لجنة استمرت لمدة شهرين شكلت بقرار ولم توقف حتى يومنا هذا بأي قرار، إذ أشارت المصادر إلى أن اتصال من جهات عليا أوقف أعمالها وهي التي ضمت في عضويتها نعيم البكر وعلي حمدان اتخذوا بعض الخطوات خلال فترة عملهم بدأت بدعوة كبرى لورشة عمل قدموا فيها الدعوة لما يزيد عن 40 مؤرخا ومهتما بالتاريخ الرياضي وكان أبو داؤود يسعى لزيارة الدول الأوروبية والاطلاع على تجاربهم في التوثيق والاستفادة منها لكن العمل تجمد.

الهيئة تدخل على الخط

الأميرعبدالله بن مساعد يأمر بعد ذلك بتشكيل فريق أسماه فريق توثيق تاريخ الرياضة السعودية برئاسة تركي الخليوي وعضوية كل من نعيم البكر وإبراهيم اليحيى وفريد زاهد وسعود البركاتي وبدر العسكر وسعد السبيعي، وبعد اجتماعين فقط فضل الأخيران الانسحاب لأسباب لم تعلن وتم تعيين فالح السمحان وعبدالمجيد المنصور بدلا عنهما، وصاحب تعيين الفريق جدلا واسعا وسخطا كبيرا نتيجة ما طرحوا عبر حساباتهم الشخصية في مواقع التواصل من تغريدات وصفت بالمسيئة واستمر النقد يسير معهم طيلة فترة العمل إلى أن تم إعلان النتائج والتي لاقت رفض غالبية المنتمين للوسط الرياضي، خصوصا بعد أن أصدرت أندية النصر والأهلي بيانات أبدت فيها عدم اعترافها بهذا الفريق أو شرعيته وأن ما صدر عنهم من نتائج لا تعنيهم، فيما رفض نادي الاتحاد نتائج أعمال فريق التوثيق وأصدر بيانا أوضح فيه مبررات رفضه والشباب هو الآخر أصدر بيانا تحفظ فيه على ما تم الإعلان عنه، أما الاتفاق فقرر الاستئناف حول النتائج، بينما كلف الوحدة محاميا يتولى الإجراءات النظامية والقانونية لملف تاريخ النادي وتثبيته.

ولم ينته الأمر عند رفض الأندية بل إن الجماهير والإعلام بغالبيتهم رفضوا ما عرض عليهم، فضلا عن تصريحات رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم أحمد عيد والتي أضعفت من موقف الفريق وقللت من شرعية وجوده بعد أن نفى تفويضهم أو إيكال هذه المهمة لهم والذي أكده أيضا امين عام الاتحاد أحمد الخميس.