-A +A
كتب: عمرو فقيه * faqeeh_1979@

البلد المستضيف: المكسيك

البطل: الأرجنتين – الوصيف: ألمانيا – الثالث: فرنسا - الرابع: بلجيكا

الهداف: الإنجليزي/ غاري لينيكر (6) أهداف

انسحبت كولومبيا من الاستضافة عام 1983م لظروف اقتصادية خانقة وتقدمت دول أمريكا وكندا لتكون بديلة لكن الاتحاد الدولي رفضها واختار المكسيك التي سبق لها التنظيم قبل (16) عاماً فقط، لتحقق المكسيك ريادة وأسبقية كأول دولة في العالم تستضيف الحدث التاريخي مرتين رغم ظروف المناخ الحار والارتفاع عن سطح البحر، لكن هذا ما حصل.

ألغي دور المجموعات في الدور الثاني نهائياً وحتى اللحظة، وتقرر تأهل بعض الفرق كأفضل ثوالث، وتم إقرار لعب المباريات الأخيرة من كل مجموعة في توقيت واحد بعد فضيحة خيخون بين ألمانيا الغربية والنمسا وقبلها فضيحة الأرجنتين والبيرو وساهمت تلك الفضائح بخروج الجزائر والبرازيل، ثلاثة منتخبات عربية تشارك في المونديال لأول مرة وهي الجزائر والمغرب والعراق.

كتبت الجزائر نفسها كأول دولة عربية تشارك في النهائيات مرتين توالياً، وشاركت المغرب كذلك للمرة الثانية في تاريخها في مفارقة مثيرة أن كلتا المشاركتين في المكسيك.

وشاركت العراق لأول مرة وكان المنتخب الوحيد عالمياً الذي يخوض التصفيات جميعها خارج أرضه لظروف الحرب ضد إيران، وشاركت المملكة العربية السعودية ممثلة بحكمها الدولي فلاج الشنار وقاد مباراة كوريا الجنوبية وبلغاريا، وتعادلت بطلة العالم إيطاليا في مباراة الافتتاح ضد بلغاريا، والأخيرة تأهلت للدور الثاني بدون أي فوز وبتعادلين فقط بل وبفارق سلبي من الأهداف!

العراق خسرت الاستهلال من الباراغواي بهدف، ثم خسرت من بلجيكا (2/1) وسجل الأسطورة أحمد راضي هدف العراق الوحيد عالمياً ونال مواطنه باسل كوركيس أول بطاقة حمراء عربية بل وإيقافا لمدة عام بعد بصقه على الحكم، وأكملوا الخسارة من المكسيك بهدف يتيم.

الجزائر انخفض مستواها عن النسخة الماضية وتعادلت مع إيرلندا الشمالية بهدف، ولكنها خسرت بصعوبة بالغة من البرازيل بهدف بل وأحرجتها كثيراً، ثم خسرت من إسبانيا بثلاثية.

المغرب افتتحت مبارياتها ضد بولندا القوية وسيطرت المغرب على اللقاء الذي انتهى بالتعادل سلبياً، نفس النتيجة تكررت للمغرب ضد إنجلترا رغم طرد إنجليزي، المباراة الأخيرة دخلت المغرب التاريخ الرياضي بكل ثقلها بفوزها بثلاثية تاريخية على البرتغال لتصبح المغرب أول دولة عربية وأفريقية تتأهل للدور الثاني بل وتتصدر المجموعة.

الدور الثاني:

أبرز ما كان فيه تأهل البلد المضيف للدور الربع نهائي عبر بلغاريا الضعيفة، وجمالية مباراة بلجيكا والاتحاد السوفيتي، وانتقام الأرجنتين من الأوروغواي بعد (56) عاماً، واكتساح البرازيل لبولندا، وخروج حامل اللقب إيطاليا من فرنسا، وغادرت المغرب بصعوبة وبركلة حرة من أمام ألمانيا الغربية وقبل نهاية الوقت بدقيقتين.

الربع نهائي دور ركلات الترجيح:

قمة فرنسا والبرازيل وصلت لركلات الترجيح بعد كفاح عامر، نال قائد البرازيل إدينيو بطاقة صفراء خلال ركلات الترجيح فدخل التاريخ بهذه البطاقة كأول لاعب في تاريخ المونديال يحصل عليها في هذا الوقت، ولكن المكسب الأهم كان لفرنسا التي تأهلت، الأمر ذاته حصل في لقاء ألمانيا الغربية والمكسيك ضربات الترجيح هي الحاسمة والتي خسرتها البلد المضيفة، المباراة الثالثة لم تذهب بعيداً بلجيكا تجاوزت إسبانيا بذات الركلات.

بينما كان اللقاء الشاذ الأرجنتين وإنجلترا لقاءً تاريخيا بكل معنى الكلمة بل إحدى مباريات تاريخ كرة القدم الخالدة، من حسن حظ الحكم العربي التونسي علي بن ناصر أنه كان محظوظاً بقيادته ولكنه ظل وصمة عار عليه وللأبد بعد نهاية اللقاء.

سجل الأسطورة الأعظم دييغو مارادونا اسمه كأول وآخر لاعب في العالم يقود بمفرده منتخباً كاملاً ويحقق بهم الكأس، كانت هذه المباراة إحدى اللقطات الأسطورية فقد سجل هدفاً شهيراً بيده واعتبره لاحقاً اليد الإلهية وظلت تلك اللقطة الأكثر جدلاً في تاريخ النهائيات، ورغم توسل الإنجليز للحكم التونسي بن ناصر إلا أنه لم يذعن وأصر على قراره، رد مارادونا بهدف أعظم أسكت الإنجليز حينما تجازوهم من نصف ملعبهم حتى حارسهم واعتبره النقاد هدفاً عن عشرة، وسجل أجمل هدف في تاريخ كأس العالم حتى اللحظة وربما حتى النهاية!

نهائي عصيب:

الأرجنتين تجاوزت بلجيكا وألمانيا الغربية تجاوزت فرنسا، كان الألمان يعترفون بأفضلية الأرجنتين عليهم لكن الألمان دائماً يرون أن المستحيل ليس ألمانياً، تقدمت الأرجنتين بهدف بخطأ فادح من الحارس الألماني شوماخر، ثم عززته أقدام فالدنو بعد أن أبدع مارادونا في تمريرة سحرية، تحرر الألمان بعد شعورهم بالهزيمة وتركوا رقابة مارادونا الأسطوري، ومن ركلتي زاوية وفي (8) دقائق فقط سجلوا هدفين بالرأس عبر رومينيغيه وفوللر، كبرت طموحات الألمان وواصلوا الهجوم بغية الفوز ونسوا أن هناك مارادونا الساحر الذي صنع الهدف الثالث قبل النهاية بقليل، لتتوج الأرجنتين أو يتوج مارادونا بمفرده بطلاً لكأس العالم في نسخة خارقة وإعجازية.

* مؤرخ رياضي