خيمة تطعيم في قلب باريس. (وكالات)
خيمة تطعيم في قلب باريس. (وكالات)
بانتظار الحصول على اللقاح في شيبول قرب أمستردام. (وكالات)
بانتظار الحصول على اللقاح في شيبول قرب أمستردام. (وكالات)
-A +A
«عكاظ» (بروكسل، لندن، جنيف) OKAZ_online@
بدأت أصوات ترتفع في القارة الأوروبية للمناداة بـ«التعايش» مع فايروس كورونا الجديد. وهو ما يعتبره كثيرون «هروباً إلى الأمام» من جانب مسؤولي الحكومات الأوروبية التي أضناها تسارع تفشي الفايروس بمختلف سلالاته، موجة تِلْوَ موجة. ووصفه آخرون بأنه «رفع للراية البيضاء»، وإقرار بالهزيمة أمام وحش لا تمكن رؤيته بالعين المجرّدة. وكان رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، الذي يمر بظروف عصيبة جراء فضيحة إقامته حفلة صاخبة في مقره اللندني في أتون الإصابات والتنويم والموت، أول من دعا إلى «التعايش». وكان نصيبه هجوماً حاداً ممن يتهمون حكومته أصلاً بعدم وضوح الرؤية، والرغبة في ترك الحبل على الغارب للفايروس حتى يتحقق ما يعرف بـ«مناعة القطيع». ومع أن وزيري الصحة ساجد جاويد، والتعليم ناظم زهاوي جددا هذا النداء الأسبوع الماضي؛ إلا أن زميلهما وزير شؤون مجلس الوزراء مايكل غوف أكد أن بريطانيا لا تزال بعيدة عن شروط «التعايش». وأحيا جدل «التعايش» أمس الأول رئيس الوزراء الإسباني بيدرو ساشنيز، الذي ناشد الدول الأوروبية فتح نقاش بهذا الشأن. وأشار سانشيز، في مقابلة أمس مع إذاعة «كادينا سير» الإسبانية، إلى أن قدرة الفايروس على الإماتة ظلت في تدنٍّ منذ بدء نازلة كورونا. وزاد: يجب أن نقوم بتقويم تطور كوفيد من وباء عالمي إلى مرض متوطن. ويبدو أنها ملاحظة مستمدة من انخفاض عدد حالات التنويم والوفاة في مشافي البلدان الأوروبية التي تصطلي بتفشي سلالة أوميكرون هذه الأيام. وهو انخفاض ملموس مقارنة بما كان عليه الوضع الصحي خلال الموجات الفايروسية السابقة. ورأى رئيس وزراء إسبانيا أنه قد تكون هناك أسباب- مع التحفظ- لإعادة تقويم المرض وفقاً لمعطيات أخرى غير السائدة حالياً. وأوضح سانشيز أن إسبانيا تعكف منذ أسابيع على ابتكار نهج جديد للتعامل مع كوفيد. وقال إن وزيرة الصحة الإسبانية كارولينا دارياس ناقشت هذا الموضوع مع نظرائها الأوروبيين. واعتبرت «بلومبيرغ» أمس أن البلدان الأوروبية بدأت تدرس على مهل التعامل مع كوفيد مثل تعاملها مع الإنفلونزا. لكنها ذكرت أن إثارة هذا الموضوع في البلدان التي تصطلي بالتفشي الوبائي حالياً، خصوصاً فرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، ورومانيا، تبدو صعبة في الوقت الراهن. ويأتي ذلك وسط تحذيرات من منظمة الصحة العالمية من أن نصف عدد سكان القارة الأوروبية قد يصابون بالفايروس خلال الشهرين القادمين. بيد أن تضاؤل عدد حالات تنويم المصابين، وحرص الحكومات الأوروبية على بقاء المدارس مفتوحة، والاقتصاد مفتوحاً، قد يدفع بعضها إلى إعادة النظر في إستراتيجية تعاملها مع الوباء. ولا تزال فرنسا وألمانيا وهولندا وبلجيكا تتمسك بتشديد التدابير الاحترازية لمواجهة التفشي المتسارع حالياً. وتشهد هولندا- مثلاً- إغلاقاً كاملاً قد يستمر أسابيع. وفرضت حكومة رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي إلزامية التطعيم على أي شخص تجاوز 50 عاماً من عمره. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأسبوع الماضي إن حكومته تهدف لجعل الأمور أصعب ما يمكن بالنسبة للأشخاص الرافضين للخضوع للتطعيم بلقاحات كوفيد.