سكان تيانجن (شمال الصين) في طوابير الفحص. (وكالات)
سكان تيانجن (شمال الصين) في طوابير الفحص. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
لا يزال كثيرون يأملون في أن تكون خصائص سلالة أوميكرون بوابةً لإسدال الستار على الوباء. وبدا أمس أن بريطانيا قررت أن ترفع الراية البيضاء، تسليماً بأن الفايروس يستحيل استئصاله، بيد أن الواقع على الأرض يقول غير ذلك؛ ففي كل بلاد شكوى وأنين من تسارع تفشي العدوى. وواصلت أوميكرون اجتياحها لسكان المعمورة بمعدل يفوق مليوني إصابة أمس الأول: 2.22 مليون إصابة جديدة طبقاً لمرصد «نيويورك تايمز» أمس، أو 1.83 مليون إصابة بحسب رصد بلومبيرغ ومركز علم الأنظمة والهندسة التابع لجامعة جونز هوبكنز. ورافقت ذلك 6196 وفاة حول العالم. وما إن انتصف نهار الأحد حتى ارتفع العدد التراكمي لإصابات العالم إلى 306.12 مليون إصابة.

ولا شك بأن الولايات المتحدة هي أم البؤس الوبائي أمس، فها هي توشك على بلوغ 61 مليون إصابة؛ بعد يوم شهد تسجيل 656478 إصابة جديدة، و1524 وفاة. وحققت نيويورك رقماً قياسياً غير مسبوق بتسجيلها أمس 90132 إصابة جديدة خلال الساعات الـ 24 الماضية. وبذلك فإن العدد التراكمي للإصابات في هذه الولاية الأمريكية تجاوز 4 ملايين إصابة، وأرفقت نيويورك ذلك بتسجيل عدد قياسي أيضاً من وفياتها الوبائية، 154 وفاة؛ ونيويورك هي رابع ولاية أمريكية يتجاوز عدد إصاباتها 4 ملايين حالة، وبثت أسوشيتدبرس تقريراً مثيراً للشفقة، يكشف انهيار الخدمات في أرجاء واسعة من أمريكا، ففي كانساس تُهْرَعُ سيارات الإسعاف إلى المستشفى لنقل المرضى، فتفاجأ بأن المستشفى لم يعد فيه سرير شاغر! وفي نيويورك أدى تزايد الإصابات إلى غياب عدد كبير من عمال جمع النفايات، ما جعل أرجاء «التفاحة الكبيرة» -كما تسمى نيويورك- غاية في القذارة. وفي ولايات عدة أدى تزايد الإصابات، وتغيب العاملين والموظفين إلى أن يضطر عمال عربات إطفاء الحرائق بنقل المرضى للمستشفيات، في غياب سائق سيارات الإسعاف! وقال المدير الطبي لمستشفى جامعة كانساس إن عدد المرضى ارتفع من 40 شخصاً في 13 ديسمبر 2021 إلى 139 شخصاً الجمعة الماضي. وفي الوقت نفسه، تغيب أكثر من 500 موظف وعامل بسبب الوباء، يمثلون نحو 7% من القوى العاملة في المستشفى (13500 شخص). وأعلنت السلطات في لوس أنجليس الخميس الماضي أن أكثر من 800 شرطي وإطفائي متغيبون عن العمل، بسبب الإصابة.


وفيما سجلت بريطانيا أمس 146390 إصابة وهو عدد استبشر كثيرون بأنه انخفاض عن معدل إصابات الأيام السابقة، ما يعني بداية تسطيح منحنى الأزمة؛ تجاوز عدد وفيات المملكة المتحدة جرّاء الوباء العالمي 150 ألف وفاة أمس. وقيدت بريطانيا 313 وفاة إضافية وبذلك تصبح بريطانيا أول دولة أوروبية يتجاوز عدد وفياتها عتبة الـ 150 ألف وفاة. وقال مؤسس حملة العائلات المكلومة إن وفاة 150 ألف شخص في بريطانيا يمثل إدانة دامغة أخرى للمعالجة التي أدارت بها الحكومة البريطانية الأزمة، غير أن إحصاءات تفصيلية أطلقها المكتب الوطني للإحصاءات في بريطانيا أكدت أمس، أن عدد من صدرت شهادات بوفاتهم تذكر مرض كوفيد-19 ضمن مسببات الوفاة يصل إلى 174 ألف شخص.

وسجلت الفلبين أمس عدداً قياسياً من الإصابات الجديدة، بلغ 28707 حالات، مقارنة بـ 26458 إصابة جديدة في اليوم السابق. وأعلن وزير الصحة الألماني البروفيسور كارل لوترباخ أمس، أن معدل الإصابات في ألمانيا ارتفع إلى 330 شخصاً من كل 100 ألف من السكان. وكشف لوترباخ أن الحكومة تستعد لاحتمال ظهور سلالة فايروسية جديدة قد تكون أسرع تفشياً من أوميكرون. وفي نيودلهي، أعلنت وزارة الصحة أن الهند سجلت 159632 إصابة خلال الساعات الـ 24 الماضية، وأعلنت السلطات أمس أن أكثر من 400 من نواب وموظفي وعمال البرلمان الهندي أصيبوا بكوفيد-19. ومن الدول التي رزئت بأرقام قياسية المكسيك، التي أعلنت السبت أنها سجلت 30671 إصابة جديدة. ومن المهم جداً أن المكسيك قيدت السبت 202 وفاة، ليقفز العدد الكلي لوفياتها بالوباء منذ اندلاعه إلى 300303 وفيات، في حين تجاوز العدد التراكمي لإصابات هذه البلاد 4 ملايين إصابة. وأعلنت الصين أمس اكتشاف أول إصابة «محلية» بسلالة أوميكرون.