خيمة تطعيم قرب متجر لافاييت الباريسي الشهير. (وكالات)
خيمة تطعيم قرب متجر لافاييت الباريسي الشهير. (وكالات)




سانا مارين
سانا مارين




المستشار كارل نيهامر
المستشار كارل نيهامر
«بسْطة» لبيع الأغذية بمدينة كيشيان الصينية المغلقة. (وكالات)
«بسْطة» لبيع الأغذية بمدينة كيشيان الصينية المغلقة. (وكالات)




رئيس وزراء كندا بعد حصوله على الجرعة التعزيزية الثالثة. (وكالات)
رئيس وزراء كندا بعد حصوله على الجرعة التعزيزية الثالثة. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
اقتضى الأمر مرور أكثر من عام ليصل العدد التراكمي لإصابات العالم بفايروس كورونا الجديد (كوفيد-19) إلى 100 مليون إصابة. ونصف ذلك الوقت لبلوغ 200 مليون. لكن بلوغه 300 مليون لم يستغرق أكثر من خمسة أشهر. وخلال يومين فحسب من عبور عتبة 300 مليون إصابة؛ قفز العدد فجر الأحد إلى أكثر من 304 ملايين نسمة. وقفز تبعاً لذلك عدد وفيات العالم بالوباء إلى 5.50 مليون وفاة. وعلى رغم ما قيل وما سيقال عن «رأفة» سلالة أوميكرون المتحورة وراثياً، التي تتفشى في العالم بتسارع مجنون، بمن تصيبهم، لأن حالاتهم المرضية لا تتدهور، ولا يحتاجون إلى تنويم، وتتقلص احتمالات موتهم؛ فإن أوميكرون روّعت الدول الكبرى، خصوصاً الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا. وفيما تعتمد حكومات العالم من دون استثناء على عدد الإصابات الجديدة والوفيات لتجسيد أزمتها الصحية؛ صدرت عن بعض العلماء أمس دعوات إلى إلغاء الأهمية التي توليها الدول لعدد الإصابات. غير أن علماء آخرين يرون أنه مهما شأن «رأفة» أوميكرون على مصابيها؛ فإن مزيداً من الإصابات يعني مزيداً من الضغوط على المنظومات الصحية المرهقة أصلاً في سائر أقطار المعمورة.

ولتأكيد مدى تفاقم الأزمة الصحية لننظر في أرقام الأيام الثلاثة الماضية:


• الأربعاء: 5 يناير 2022: سجلت دول العالم في هذا اليوم 2.52 مليون إصابة بحسب مرصد بلومبيرغ، أو 1.89 مليون إصابة بحسب رصد صحيفة «نيويورك تايمز». وكان نصيب الولايات المتحدة في ذلك اليوم 643660 إصابة جديدة. أما فرنسا فأبلغت عن تسجيل 332252 حالة جديدة في هذا اليوم.

• 6 يناير 2022: سجلت دول العالم في هذا اليوم 2.52 مليون إصابة جديدة بحسب بلومبيرغ، أو 1.97 مليون إصابة طبقاً لمرصد «نيويورك تايمز». وكان قدر أمريكا أن تُرزأ بـ 786824 إصابة منها؛ فيما سجلت بريطانيا في هذا اليوم 179756 إصابة جديدة.

• 7 يناير 2022: يومٌ شهد قرابة 3 ملايين إصابة جديدة. 2.70 مليون حالة طبقاً لبلومبيرغ، أو 2.09 مليون حالة طبقاً لـ«نيويورك تايمز». وسجلت منها الولايات المتحدة 900832 إصابة جديدة؛ فيما كان نصيب بريطانيا منها 178250 حالة جديدة.

ولم تشرق شمس السبت الثامن من يناير 2022 إلا على مزيد من الأرقام المروّعة في عدد من البلدان. ففيما سجلت الهند أكثر من 100 ألف إصابة جديدة، خلال الساعات الـ24 الماضية لليوم الثاني على التوالي، منها نحو 21 ألف إصابة جديدة في مدينة مومباي، العاصمة التجارية للهند؛ أعلنت أستراليا السبت أنها سجلت 116025 إصابة جديدة خلال الساعات الـ24 الماضية، منها 51356 إصابة في مقاطعة فكتوريا، و45098 إصابة في مقاطعة نيو ساوث ويلز (عاصمتها سيدني). وقالت الأخيرة إن عدد المنومين بأوميكرون في مشافيها تضاعف مما كان عليه في أواخر يناير 2021، وهو 4700 مريض. وانضم إلى مشاهير كوفيد في أستراليا وزير الخزانة جوش فرايدنبيرغ، ورئيس الوزراء السابق مالكولم تيرنبل. ونشرت أسوشيتدربرس و«نيويورك تايمز» أمس تقريريْن مسهبيْن عن ارتفاع عدد الأطفال المنومين بكوفيد ممن هم دون الخامسة من العمر. والمشكلة أن هؤلاء الصغار في سن لا تسمح بتطعيمهم بلقاحات كوفيد. وهو ما أضحى يشكّك في جدوى النصح بالمسارعة إلى تطعيم الأطفال الأكبر سناً حتى يحموا كبارهم من الإصابة بالوباء. وأشارت أرقام المراكز الأمريكية للحد من الأمراض أمس إلى أن معدل تنويم الأطفال دون سن الخامسة ارتفع منذ أواخر ديسمبر من 2.5 من كل 100 ألف شخص إلى أكثر من 4 من كل 100 ألف شخص. وأشارت «نيويورك تايمز» إلى أن معظم الصغار المنومين بأوميكرون دون الرابعة من أعمارهم. ومن الأخبار المثيرة للقلق أيضاً، إعلان المراكز الأمريكية للحد من الأمراض ومكافحتها (الجمعة) أن دراسة لها أكدت أن الأطفال الذين يتعافون من إصابتهم بكوفيد-19 يواجهون خطراً متزايداً من الإصابة بالنوع الأول أو الثاني من داء السكّري. وهو خطر لوحظ أيضاً لدى البالغين الذين تعافوا لتوهم من كوفيد-19. وعلى النقيض من التخويف؛ بشّرت دراسة أجراها علماء جنوب أفريقيا على مرضى في بريتوريا، حيث رصد ظهور أوميكرون هناك للمرة الأولى في نوفمبر الماضي، بأن التسارع المجنون لسلالة أوميكرون قد ينبئ عن بدء مرحلة انتهاء الوباء العالمي! وقال العلماء الأفارقة إنه إذا تواصل تفشي أوميكرون في أرجاء العالم، مع أعراض خفيفة، وتقلص كبير لاحتمالات الوفاة، فإن ذلك مؤشر إلى أن الوباء آخذ في الانحسار شيئاً فشيئاً. وأظهر تحليلهم أن التفشي تسارع بشدة خلال الـ 33 يوماً التي أعقبت ظهور أوميكرون، ثم بدأ يتضاءل بدرجة كبيرة. وقريباً من ذلك، نسبت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية أمس إلى خبراء صحيين قولهم إنه «ينبغي الترحيب بأوميكرون، لأن هذه السلالة المتسارعة التفشي ستعني أن الأيام التي شهدت آلاف الوفيات بكوفيد-19 في بريطانيا يومياً قد ولت إلى الأبد». وهي إشارة إلى تضاؤل وفيات أوميكرون هناك، على رغم الارتفاع الكبير في عدد الحالات الجديدة. لكن المفارقة تكمن في أن بريطانيا التي تجاوز العدد التراكمي لإصاباتها السبت 14 مليوناً؛ تقترب من قيد 150 ألف وفاة بالوباء العالمي (149744 وفاة حتى أمس). وزجت بريطانيا الجمعة بنحو 200 كادر طبي من الجيش لمساعدة المستشفيات على مواكبة العدد المتزايد للمنومين بأوميكرون. وقالت وزارة الدفاع البريطانية إنها نشرت 40 كادراً طبياً و160 جندياً من أفراد الخدمة العامة لمدة 3 أسابيع لإعانة الخدمة الصحية الوطنية. وفي النمسا انضم أمس الأول مستشار النمسا كارل نيهامر إلى مشاهير كوفيد-19. وأعلن أنه أصيب بالفايروس من خلال العدوى التي التقطها من أحد أفراد فريق حراسته.

رئيسة الوزراء الفنلندية تلغي قرار «الصحة»

أعلنت رئيسة وزراء فنلندا سانا مارين (34 عاماً) أمس، أنه تجب عودة الطلاب إلى مدارسهم الأسبوع القادم، لمزاولة تعليمهم حضوراً. ويمثل الإعلان نقضاً لقرار وزارة الصحة الفنلندية التي طلبت من المدارس ممارسة التعليم عن بُعد حين تستأنف الدراسة الأسبوع القادم، بعد عطلة عيد الميلاد ونهاية السنة. وقالت الوزيرة المكلفة بمكافحة نازلة كورونا كريستا كيورو إن الإرشادات الخاصة بارتداء الكمامة في المدارس سيتم توسيع نطاقها. كما أن الطلاب سيخضعون لفحصين أسبوعياً في منازلهم، لضمان كبح تفشي كوفيد في المدارس. وأضافت أن التعلم عن بعد ممكن في المناطق الريفية التي تواجه تفشياً متسارعاً لفايروس كورونا الجديد. وأعلنت الحكومة تمديد التدابير الخاصة بالتعامل مع المسافرين. كما قررت خفض ساعات عمل المطاعم، التي أضحى يتعين عليها إغلاق أبوابها عند حلول السادسة مساء كل يوم.