3 أشقاء أمريكيين في غرفة المراقبة بعد تطعيمهم بلقاح كوفيد-19. (وكالات)
3 أشقاء أمريكيين في غرفة المراقبة بعد تطعيمهم بلقاح كوفيد-19. (وكالات)




جثامين ضحايا كوفيد على ممر طوارئ مستشفى جامعة بوخاريست برومانيا. (وكالات)
جثامين ضحايا كوفيد على ممر طوارئ مستشفى جامعة بوخاريست برومانيا. (وكالات)
-A +A
ياسين أحمد (لندن) OKAZ_online@
تحول شتاء أوروبا إلى فصل للمرض والموت، في أتون تسارع تفشي فايروس كرونا الجديد؛ إلى درجة أن «الإغلاق» أضحى الأمل الأوحد للدول الأوروبية للفكاك من براثن موجة فايروسية رابعة فظيعة تدهمها. فقد قدمت القارة الأوروبية خلال الأسبوع الماضي وحده مليوني إصابة جديدة. وقدمت نصف عدد وفيات العالم بوباء كورونا خلال الأسبوع الماضي. ولذلك كان طبعياً أن يصل العدد التراكمي لإصابات العالم، أمس (السبت)، إلى 253.29 مليون إصابة. وارتفع إثر ذلك عدد وفيات العالم منذ اندلاع نازلة كورونا إلى 5.10 مليون وفاة. ولم يقتصر البؤس الصحي خلال اليومين الماضيين على القارة العجوز وحدها؛ إذ إن الولايات المتحدة تشهد تردياً مفزعاً في وضعها الصحي. فقد سجلت الجمعة 139.775 إصابة جديدة. وتحدث مسؤولون صحيون عن أن مستشفيات الغرب الأمريكي بدأت تستنفد الطاقات الاستيعابية لوحدات العناية المكثفة التابعة لها. ولذلك كان طبيعياً أن يقفز العدد التراكمي لإصابات أمريكا أمس السبت إلى 47.83 مليون إصابة. والدول المهددة بالانتقال خلال مطلع الأسبوع الحالي إلى أرقام أشد سوءاً هي: أمريكا، البرازيل، روسيا، ألمانيا، إيطاليا، المكسيك، وجنوب أفريقيا. وبات في حكم المؤكد أن دولاً أوروبية عدة لن تحتفل نهاية السنة بأعياد الميلاد، وما يرافقها من طقوس وتقاليد. وأنحت منظمة الصحة العالمية أمس الأول باللائمة على تسرع دول عدة لإلغاء التدابير الوقائية، والتخلي عن إرشادات ارتداء الكمامات، ورفع قيد التباعد الاجتماعي. واعتبرت أنها تدفع ثمن ذلك حالياً. المشكلة أنها لن تدفع الثمن وحدها، بل سيدفعه معها العالم أجمع.

في أوروبا، لا شك في أن ألمانيا هي الأكثر تضرراً من هذه الهجمة الفايروسية. فقد سجلت عدداً قياسياً من الحالات الجديدة، بما فاق 50 ألف إصابة جديدة الخميس. وقالت إدارة مستشفى دسيلدورف الجامعي أمس إن وحدتها الخاصة بالعناية المكثفة لم يعد فيها سرير شاغر. وعلى رغم ذلك أعرض وزير الصحة الألماني يانس سبان عن التفكير في الإغلاق، أو فرض إلزامية التطعيم بلقاحات كوفيد-19. ولا يزال هناك نحو 18 مليون ألماني لم يخضعوا للتطعيم؛ منهم 3.5 مليون نسمة تزيد أعمارهم على 65 عاماً، وهم الذين يواجهون قدراً أكبر من المخاطر.


أما جارتها النمسا فهي أسوأ وضعاً؛ حتى أن مستشارها الإكسندر شالانبيرغ قال أمس إنه قد يضطر إلى فرض الإغلاق على الأشخاص الذين رفضوا الخضوع للتطعيم؛ بمحاصرتهم من خلال منعهم من دخول جميع الأماكن من دون شهادة تحصين. وأعلنت النمسا الجمعة تسجيل نحو 12 ألف إصابة جديدة، تعد الأكثر منذ بدء النازلة. وأعلنت أيرلندا أنها سجلت الجمعة 5483 حالة جديدة هي الأعلى منذ 10 يناير الماضي. وأعلن مستشارو الحكومة أن على الأيرلنديين العودة للعمل من منازلهم لاتقاء شر النازلة. وفي تشيكيا، التي لا يتجاوز عدد سكانها 10 ملايين نمسة، قالت وزارة الصحة إنها سجلت 10.395 إصابة جديدة الجمعة. وانتكست هولندا مجدداً تحت وطأة الهجمة الوبائية الراهنة. فقد أعلن رئيس وزرائها مارك روتا الليل قبل الماضي أنه قرر ما سماه «إغلاقاً جزئياً»، يشمل توجيه المطاعم والحانات بالإغلاق عند الثامنة مساء اعتباراً من أمس (السبت)؛ فيما ستغلق المتاجر غير الأساسية أبوابها عند السادسة مساء. وربما كانت إسبانيا أفضل حالاً من حليفاتها الأوروبيات؛ فقد نجحت في تطعيم 80% من سكانها. وعلى رغم أن ارتداء الكمامات لم يعد ملزماً في الأماكن العمومية؛ إلا أن غالبية الإسبان يرتدونها. وعلى رغم الارتفاع أخيراً في عدد الإصابات الجديدة؛ إلا أن كبير خبراء مكافحة الأوبئة في إسبانيا الدكتور رافاييل بينغوا قال إنه في ظل هذه النسبة العالية للمطعّمين لن يستطيع فايروس كورونا الجديد أن يهيمن على إسبانيا مجدداً. وقال المحاضر في كلية الطب والصحة بجامعة إكستر البريطانية الدكتور بهارات بانخانيا إنه لا يوجد إجراء يستطيع وحده السيطرة على التفشي الفايروسي. وزاد: من أجل سيطرة حقيقية لا بد من إجراءات متعددة: حاول أن تتفادى الحشود، والأماكن السيئة التهوية. حصن نفسك باللقاح. ارتد قناع الوجه في كل مكان. وفي آسيا؛ أعلنت سنغافورة أمس أنها رصدت 3099 إصابة جديدة، منها 128 إصابة في سكن العمال الوافدين. وجاء ذلك بعدما سجلت الدولة - الجزيرة الخميس 2396 إصابة جديدة.

صائد الفايروسات: «صفر كوفيد» مستحيل!

أمرت الصين، أمس (السبت)، عشرات الآلاف من طلاب الجامعة في مدينة داليان (شمال شرقي الصين) بالبقاء في داخلياتهم، ليتم فحصهم جميعاً، بعدما وصلت سلالة دلتا المتحورة وراثياً إلى هذه المنطقة الصينية. ووجه أستاذ مكافحة الأمراض المُعدية بجامعة هونف كونغ الدكتور غوان يي انتقادات لاذعة لتمسك الصين باستراتجية الهبوط بحالات كوفيد-19 إلى صفر. وقال إن الصين تغامر بانهيار اقتصادي من جراء اللهاث وراء هدف من المستحيل أن يتحقق. وأضاف العالم الذي أطلقت عليه الصحف الصينية لقب «صائد الفايروسات»، لاجتهاداته المرموقة في العثور على أصول فايروسي «سارس» و«ميرس»، أن فحص الحشود، وفرض فترات العزل الصحي الطويل لن تستطيع استئصال الاندلاعات الوبائية. وزاد: الفايروس موجود هنا اليوم. تماماً مثل الإنفلونزا. إنها حقيقة ماثلة؛ سواء أكان الناس سيحبون ذلك أم يكرهونه. وأوضح أن القدرة على دحر الفايروس تتوقف على فعالية اللقاحات. ووجهت السلطات في بكين أمس الأول بإلغاء جميع الفعاليات، وتحويلها إلى تكنولوجيا الاجتماعات المرئية. ووجه المسؤولون بفحص جميع شحنات الأغذية المجمدة وملابس الأطفال المستوردة، بدعوى أنها تنقل العدوى الفايروسية؛ على رغم تأكيدات العلماء حول العالم استحالة ذلك!