-A +A
آلاء الغامدي (جدة) AlaaAlGhamdi4@
بعد جائحة كورونا ظهر للبعض أن الشباب أداروا ظهورهم لكليات ومعاهد التمريض، إلا أن الواقع أظهر عكس توقعات هؤلاء، إذ إن إقبالاً مضطرداً من خريجي الثانوية العامة للتوجه إلى كليات ومعاهد التمريض للالتحاق بعد التخرج بوظيفة «ممرض» أو «ممرضة».

وتوضح هناء الأحمدي أنها خريجة الثانوية العامة هذا العام، وبدأت رغبتها في امتهان التمريض مع نهاية المرحلة المتوسطة اقتداء بابنة خالتها التي تعمل في أحد المستشفيات الخاصة في مهنة «التمريض». وتضيف هناء: «بدأت الفكرة تدور في رأسي منذ ذلك الوقت، وقرأت عن التمريض في الإنترنت وبعض الكتب التي حصلت عليها من ابنة خالتي الممرضة، فقررت بعد الثانوية الالتحاق بكلية التمريض، وحين جاءت جائحة كورونا بدأ الخوف يدب في نفسي إلا أن والدتي وابنة خالتي الممرضة شجعاني على ذلك التوجه، وأن الجائحة هو فايروس مؤقت سوف ينتهي، حتى وإن ظهر غيره وكنت على رأس العمل فإن ذلك يزيدني فخراً بخدمة المرضى».


أما خالد الوعل، أحد خريجي الثانوية العامة لهذا العام، فيوضح أنه منذ سن الـ 14 عاماً بدأ تفكيره في التوجه إلى مهنة التمريض في تخصص تجبير الكسور، مبيناً أن هذه الرغبة لها في نفسه حكاية، إذ يقول: «حين كنت في العاشرة من عمري سقطت من سلم المنزل فكسرت يدي، وتعبت كثيراً بعد تجبيرها في عدة مستشفيات وحتى مجبرين شعبيين، وبقيت عامين ونصفا وأنا أعاني إلى أن وهبني الله شاباً ممرضاً في مستشفى حكومي واستطاع أن يعيد العظم إلى مكانه وتجبير اليد وعقب شهر تقريباً شفيت والحمد لله، فأعجبت بذلك الشاب الممرض الذي فعل ما لم يستطع أطباء فعله، فأحببت المهنة وبدأت أفكر فيها، وحالياً بعد تخرجي من الثانوية أرغب في الاتجاه إلى التمريض في مجال تجبير الكسور».

إلى ذلك، توضح الممرضة فاطمة النهاري، أحد الكوادر الطبية في التمريض بمستشفى الملك فهد بجدة، أن التمريض مهنة ليست مثل السابق، إذ أصبحت علماً أكاديمياً وعملاً دقيقاً، ولا يلتحق بالمهنة إلا الكوادر ذات المهنية العالية، مشيرة إلى عدة صفات للعاملين في مجال التمريض، أبرزها: تحمل المسؤولية، والاطلاع المستمر على تطورات المهنة، وتثقيف الناس بدور مهنة التمريض وإبرازه، والتوعية الصحية، إضافة إلى المعرفة بالواجبات والحقوق، والكفاء، والعمل بمهنية عالية، وحسن التصرف مع المرضى.

من جانبها، قالت عميدة كلية التمريض بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتورة أحلام الزهراني، إن عام 2020 هو «عام التمريض»، ولذلك فتحت الكلية أبوابها لشطر الطالبات استجابة للحاجة الوطنية للتخصص حسب إحصاءات وزارة الصحة والقوى العاملة، مؤكدة أن الجامعة لا تتوانى عن تقديم البرامج التي تصب في احتياج الوطن، مؤكدة أن الكلية تمنح درجة بكالوريوس التمريض تلبية للاحتياجات الوطنية من الممرضات اللواتي يقمن بتقديم أفضل برامج العناية الصحية، وتهدف الكلية إلى التميز في مجال التعليم التمريضي والقيادة والبحث العلمي والممارسة المهنية المتطورة لخريجات الكلية، مضيفة: «حرصت الكلية على دفع عجلة التطور العلمي والتقني والمهني في مجال التمريض من خلال برنامج الماجستير والدكتوراه في التمريض في ثلاثة تخصصات؛ مثل تمريض الطوارئ والباطني والجراحي والصحة النفسية».

وكانت كلية التمريض بجامعة الملك عبدالعزيز، أنشئت عام 2012، بعد أن كان منذ عام 1977 برنامجا للتمريض تحت مظلة كلية الطب، ثم بعدها أصبح قسماً في كلية العلوم الطبية، إلى أن أصبح كلية مستقلة.

من جانبه، يوضح عميد كلية التمريض بجامعة طيبة بالمدينة المنورة الدكتور خالد الجهني، أن الكلية أعدت خطة إستراتيجية واضحة لرفع كفاءة الممرضين من الجنسين بما يتماشى مع متطلبات العصر معرفياً وتقنياً، من ضمنها: التعاون مع المستشفيات لتدريب الطلاب والطالبات، وتزويد معامل الكلية بأحدث الأجهزة والنماذج لتدريب الطلاب والطالبات، والتعاون مع عدة جامعات عربية وعالمية، والتوافق في برنامج البكالوريوس مع متطلبات التصنيف والتسجيل المهني في الهيئة السعودية الوطنية للتخصصات الصحية.

شرح الخطوات التمريضية للمريض لطمأنته وتقليل قلقه.