لقطة من الفيلم.
لقطة من الفيلم.
-A +A
علا الشيخ - ناقدة سينمائية ola_k_alshekh@
فكرة صراع العروش، وهنا قصدت الوصف بأنها فكرة، سيطرت على شريحة كبيرة من المشاهدين من حول العالم، ووحدتهم في الآراء والتفاصيل وطريقة الحديث عن هذا العمل الذي تم إنتاجه في 8 مواسم، وأصبح صناع الأعمال الدرامية يجدون فيه الإلهام، لكن إلى اللحظة لم يستطع أي عمل أن ينافس في تأثيره، مثل سلسلة سيد الخواتم.. لكن على ما يبدو أن ثمة منافسة قادمة بتفاوت، وهذه المرة بتوقيع نيتفليكس تحت عنوان سيدة البحيرة (cursed) من 10 حلقات، كل حلقة تقارب الساعة من الزمن.

هذا العمل المستوحى من كتاب يحمل عنوان الفيلم من تأليف توم فرانك ميلر، الذي يعتبر الأفضل مبيعا، يحكي من خلاله ملحمة تاريخية بطلتها امرأة هذه المرة، بكل تفاصيلها، هي الشابة نيميو التي تلعب دورها الممثلة الأسترالية كاثرين لانغفورد، التي سيتعلق بها المشاهد من اللحظة الأولى، ويتعلق بالسحر الذي تتقنه، وسيعيش معها حكاية عاطفية ستنبت مباشرة بعد لقائها مع آرثر الذي يؤدي دوره ديفون تيريل الذي تغنى بعيونها شعرا مشبها تلك العينين بالبحر من شدة زرقتهما.. كل هذا سيدخلك إلى العالم الجديد الذي ستعيشه نيميو وآرثر بعد وفاة والدتها التي استأمنتها على سيف يجب أن توصله إلى مارلين، من هنا سيبدأ المشاهد بفرز الشخصيات التي سيتعلق بها، وسيتعلق بكل ما يدور في تلك الأجواء التي ستمطر دما تارة، وتغوص في العتمة تارات أكثر، مع رشة حب من هنا وهناك.. ولا بد من تلك البسالة في الإقدام من العدو الذي يطلق عليه الجيش الأحمر، ودور شخصية الملك أوثير ستكون أيضا محل جدل بين المشاهدين، ناهيك عن دور الكنيسة في كل هذا العراك، وتفاصيل ملحمية تجعلك تتعلق بكل حلقة أكثر من الثانية، وتميز معنى وقيمة تصميم الأزياء الذي يمر أمامك كاسم في شارة العمل. أهمية هذا النوع من الأعمال أنه يقدر على تشكيل حالة تفاعلية لحظية، تجعلك كمتلقٍ تشعر أن لك دورا في ما تشاهده، ثمة شخصيات من السهل تقمصها والشعور أنها الأقرب لك والذوبان فيها، وثمة شخصيات سيتم تعقب نهايتها والفرح بسبب تلك النهاية، عنصر المفاجأة أيضا يعد ركيزة في مثل هذه الأعمال بحيث لا تتوقع ماذا سيحدث، لذلك فرز الشخصيات بين خير وشر، أو بين إعطائها فرصة تعود لقدرة المخرج على أن يجعلك جزءًا متورطا في الحكاية، وهذا فعلا ما نجح فيه.


العمل في موسمه الأول سيجعل الجمهور يترقب مواسم لاحقة، وسيكون على متابعة لتاريخ عرضه، عمل بطلته امرأة وهذا بحد ذاته حكاية تستحق التتبع لنوع جديد من الأساطير الآرثرية، التي تكون فيها الموسيقى المستخدمة أيضا جزءًا أصيلا في محاكاة هذا النوع من الصناعة، الموسم الأول من العمل من بطولة كاثرين لانغفورد (في دور نيميو)، ديفون تيريل (في دور آرثر)، جوستاف سكارسجارد (في دور مارلين)، دانيال شارمان (في دور الراهب الباكي)، سيباستيان أرمستو (في دور الملك أوثير بندراجون)، مات ستوكو (في دور جاوين)، ليلي نيومارك (في دور بيم)، لوم برون فرانكلين (في دور إجرين)، إميلي كوتس (في دور الراهبة آيريس)، بيلي جنكينز (في دور سكويرل)، بيلا داين (في دور الرمح الأحمر)، وبيتر مولان (في دور البابا كاردن).