أسيل بين والديها بعد فوزها في أولمبياد إبداع 2020.
أسيل بين والديها بعد فوزها في أولمبياد إبداع 2020.




أسيل تعانق والدها بعد فوزها في أولمبياد إبداع 2020.
أسيل تعانق والدها بعد فوزها في أولمبياد إبداع 2020.
-A +A
محمد الأهدل (جدة) ralahdal@
الانضمام لبرنامج مسك للإعداد الجامعي ٢٠١٨

توارث العلماء منذ الأزل أن ثمة علاقة وطيدة بين الموسيقى والعلوم المختلفة، أثبت ذلك ما قدمه ابن سينا في الموسيقى وعلم الجمال، وفلسفة فيثاغورس «تناسب الأفلاك» التي تبناها كثير من العلماء والموسيقيين. وأكدت العالمة الصغيرة أسيل مدحت محمود بخاري، ما اتفق عليه أولئك العلماء، بجمعها علوم الطبيعة بالموسيقى، فتفتقت قدراتها عن أبحاث قيمة في الكيمياء والفيزياء، إضافة إلى براعتها في العزف على البيانو. خاضت أسيل بخاري اختبارات البرامج الإثرائية لـ«موهبة» وهي في سني عمرها المبكرة، وتحديدا أثناء دراستها الصف الثالث الابتدائي، وحصلت على نسبة عالية في ذلك الاختبار. ودخلت اختبار «موهبة» للمرة الثانية وهي في الصف الثالث المتوسط في مدارس الجامعة بالظهران، وحصلت على درجة وضعتها في أعلى ربع من 100 يعني 0.25% من طلاب ذلك المستوى. وتدين أسيل بالفضل لمدرستها في دعمها في مسيرتها مع الموهبة والإبداع، مشيرة إلى أنها تجد من معلماتها التشجيع والتحفيز للمشاركة في اختبار موهبة، والمبادرات المختلفة، مثل التحاقها ببرنامج مسك للأداء الجامعي، وشاركت من خلاله في معسكر ساند هرست (Sandhurst) في لندن وفي برنامج أكاديمي في جامعة ييل (Yale University) الأمريكية.


وبينت أن أكبر مسابقة كانت المدرسة تحفز الطالبات على المشاركة فيها هي الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي (أولمبياد الإبداع)، الذي شاركت فيه لدورتين حصلت خلالهما على المركز الثالث عامي 2019 و2020. ورأت أسيل أن والديها الطبيبين كان لهما دور كبير في دعمها خلال مسيرتها العلمية والبحثية، لافتة إلى أن والدها جراح الصدر ووالدتها طبيبة علم الأمراض أتاحا لها حرية اختيار المجال الذي تريد التخصص فيه وهو الفيزياء النظرية ولم يفرضا عليها دخول الطب. ونالت أسيل المركز الثالث في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي 2019 عن بحثها في الطاقة الكيميائية بعنوان «زيادة كفاءة عملية استخلاص الوقود الحيوي من الطحالب البحرية باستخدام محفزات عضوية»، أجرته بإشراف الدكتور تشانباشا بشير في قسم الكيمياء في جامعة البترول والمعادن، وبذلت لإنجاز بحثها كثيرا من الجهد والوقت، وكانت تتردد باستمرار على شواطئ الخليج الواسعة لجمع عينات من الطحالب لاستخراج الوقود الحيوي منها. ومثلت المملكة في مسابقة إنتل العالمية للعلوم والتقنية 2019 (Intel ISEF 2019) في أمريكا، بعد أن خضعت لتدريب مكثف في «موهبة» على المشاريع ولوحات العرض. وشاركت في العام الدراسي المنصرم في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي 2020، بمشروع في الطاقة الفيزيائية بعنوان «زيادة استقرار الخلايا الشمسية البيروفسكايتية باستخدام تصميم جديد يحتوي على (BAPbl3) والكربون»، وحصلت على المركز الثالث على مستوى المملكة. وصممت أسيل من خلال بحثها الفائز خلية شمسية بيروفسكايتية، وهي نوع من أنواع الخلايا الشمسية التي يبحث العلماء لاستخدامها كبديل لخلايا السيليكون الغالية، وابتكرت خلايا بديلة ورخيصة، وعيوبها أنها غير مستقرة. واستخدمت في ابتكارها مادة تسمى بيوتيل الأمونيوم الرصاص (BAPbl3) والكربون بترتيب معين لترفع استقرار الخلايا، وكان من المفترض أن يسجل هذا الابتكار رقما قياسيا لأكثر خلية شمسية استقرارا. وبذلت جهدا جبارا في إعداد البحث وكانت تقرأ وتبحث ساعات طوالا عن الخلايا الشمسية، والاطلاع على ما قدمه العلماء في المجال، حتى تخرج بتركيبة نموذجية إلى أن تمكنت من تصميم الخطة النهائية. وفازت أسيل عن بحثها الأخير بجائزة خاصة من شركة إكسون موبيل، وتأهلت لتمثيل المملكة في مسابقة إنتل العالمية للعلوم والتقنية 2020 (Intel ISEF 2020) في أمريكا، إلا أن المسابقة ألغيت بسبب تفشي وباء كورونا. ولا تنسى أسيل فضل كل من وقف معها وساندها، بدءا من المدرسة ووالديها وشقيقها الأكبر والأكاديميين في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، مثل البروفيسور محمد قوندال والدكتور محمد يونس والدكتور تشانباشا بشير والدكتور مارك والدكتور نزيه العثماني وباقي فريق «موهبة».

وأكدت أن هذه التجارب ساعدتها من الناحية الأكاديمية، ولبت شغفها في البحث العلمي ومكنتها من رسم مسارها الدراسي والمهني وحفزتها لتصبح باحثة علمية وعالمية في الفيزياء النظرية. وحصلت أسيل من أول أبحاثها على مقعد في جامعة برنستون الأمريكية، (Princeton University) كما حازت بعثة جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست). واختارت الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت) بحثها الفائز في أولمبياد إبداع 2020، خلية شمسية بيروفسكايتية ضمن 20 بحثا لطلاب موهبة لتحويلها إلى مشاريع تجارية.

أبرز مشاركات وإنجازات أسيل بخاري

لم تتوقف موهبة أسيل بخاري على البحث العلمي، بل هي مبدعة أيضا في الموسيقى وبارعة في العزف على البيانو، وشاركت في العديد من الفعاليات، أبرزها في مؤتمر «ايقنايت» في الظهران (Ignite Dhahran)، وكانت تعزف في فترات الاستراحة والخاتمة، وخطفت إعجاب الحضور.

وتحرص أسيل على التطوع والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية عبر مبادرات مختلفة، كالمساهمة في التشجير، وحملات التوعية لمكافحة التدخين، ومساعدة المحتاجين والمعسرين، وتولي أسيل فئة متلازمة داون اهتماما بالغا وتحرص على مشاركة جميع فعالياتهم لأن شقيقها من هذه الفئة.

وشاركت في مبادرات الأمم المتحدة كرئيسة مجلس وعضو في الفريق التنفيذي (SAMUN) في أول مؤتمر عالمي سعودي، مشيرة إلى أن مشاركات الأمم المتحدة تهدف لتوعية الشباب عن المشاكل التي يعاني منها العالم واقتراح الحلول لها وتعلمهم أخلاقيات الحوار والنقاش، والحديث أمام الناس بطريقة صحيحة دبلوماسية.

الإبداع في العزف على البيانو

المشاركة في معسكر ساندهرست ٢٠١٨

المشاركة في برنامج أكاديمي في جامعة ييل ٢٠١٨

الوصول للمرحلة النهائية في مسابقة الفن السعودي (قسم الموسيقى) ٢٠١٨

المركز الثالث في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي ٢٠١٩

جائزة خاصة من شركة إكسون موبيل ٢٠٢٠

المركز الثالث في الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي ٢٠٢٠

المشاركة كعضو في الفريق التنفيذي للمؤتمر السعودي لمحاكاة الأمم المتحدة

جائزة تقدير من الفرع السعودي للجمعية الكيميائية الأمريكية ٢٠١٩

التأهل لمسابقة ريجينرون العالمية للعلوم والتقنية ٢٠٢٠

الانضمام لبرنامج رعاية الطلبة الموهوبين بجامعة الملك عبدالله ٢٠٢٠

القبول في جامعة برنستون ٢٠٢٠