سامي العرجان
سامي العرجان
عواد الذايدي
عواد الذايدي
-A +A
جواهر محمد (تبوك) samtalhaia@
السلام والمصافحة عادة متأصلة في الاجتماعات والمقابلات، ومع الجائحة المخيفة تحوّل السلام بـ«النظر» مع التباعد والمحافظة على المسافة الآمنة بين الأفراد. ومنذ أيام أصدرت وزارة الصحة تعليمات بتخفيف الحظر تدريجيا مع الالتزام بالإجراءات الوقائية، ولكن كيف نتخلص من السلوك اللا إرادي كالسلام والمصافحة؟ «عكاظ» سألت وأجاب مختصون وعلماء نفس. يقول أستاذ علم النفس والعلوم السلوكية المساعد الدكتور سامي صالح العرجان يمكن تقسيم السلوكيات إلى نوعين؛ الإرادية واللا إرادية، ويعتمد التصنيف على قدرة الإنسان في التحكم بالسلوك والوعي بالنتائج المترتبة عليه، وكلا النوعين ممارس من الجميع، يقومون بأفعال إرادية يومية عديدة، ابتداء بالنهوض صباحا من السرير والوضوء وتنظيف الأسنان وتبديل الملابس والتفاعل مع الآخرين وغيرها من الأفعال التي يعييها الناس ويمارسونها عن قصد للحصول على نتائج محددة. ويضيف العرجان، من الأمثلة على بعض من الممارسات اللا إرادية التي تتشكل نتيجة عاملين؛ الأول «التكرار» المستمر للسلوكيات حتى تصبح معتادة وتتم ممارستها لا شعوريا بطريقة غير واعية، فالمدخن مثلا يخرج السيجارة من جيبه ويشعلها ويستمر في تدخينها إلى أن ينتهي منها دون أن يشعر أو يعي ما قام به لأنه مارس التدخين سنوات عديدة وتحول السلوك إلى عادة غير واعية فأصبحت بالنسبة له ممارسة عفوية، والعامل الآخر هو «ارتباط» بين بعض التصرفات وبين الأحداث أو المواقف بعينها، ونتيجة لاستمرار الارتباط يتحول الفعل أو التصرف إلى استجابة طبيعية للموقف، وهذا ما نشاهده من صراخ طفلة صغيرة عند مشاهدة ممرضة ترتدي زي المستشفى لأن هيأتها ارتبطت بألم الحقنة التي أخذتها سابقا.

من جانبه، يرى طبيب الأسرة الدكتور عواد العنزي ضرورة أن يعوّد الإنسان نفسه، نرى فئات من المجتمع تعودت على «السلام بالنظر»، وأخرى ملاقيف أو قليلو الوعي لا يمتنعون عن السلام حتى لو تم تذكيرهم بعبارة «السلام نظر» ممكن يقولك «لا يا حبيبي النظر عندك»، مما يعرضك لإحراج. ولفت العنزي إلى أنه مع الوقت تصبح هذه الفئة هم الأقلية في المجتمع، وبالتالي ينظر لها نظرة خاطئة، لذلك لابد أن نتعود على كلمة «السلام نظر» قبل أن يبدأ الشخص الآخر بالسلام لتجنب الإحراج.