أدان البرلمان العربي بأشد العبارات، الجريمة النكراء التي ارتكبتها قوات كيان الاحتلال الإسرائيلي باقتحام مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» في مدينة القدس، معتبراً هذا الفعل «اعتداءً سافراً ومباشراً» على الأمم المتحدة وشرعيتها الدولية، وانتهاكاً فاضحاً لكل القوانين والمواثيق الدولية دون أي رادع أو احترام للمجتمع الدولي.

وأكد رئيس البرلمان العربي محمد بن أحمد اليماحي، أن هذه الممارسات العدوانية تأتي في إطار حرب ممنهجة يشنّها كيان الاحتلال لتجفيف مصادر الأونروا، واستهدافاً مباشراً لمهمتها الإنسانية في تقديم الخدمات لملايين اللاجئين الفلسطينيين، ومحاولة جديدة لتقويض دور «الأونروا» الدولي وإنهاء عملها وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه الأساسية.

البرلمان العربي يدين بشدة اقتحام الاحتلال لمقر الأونروا بالقدس

وشدد اليماحي على أن اقتحام مقر منظمة أممية تعمل تحت علم الأمم المتحدة جريمة دولية مكتملة الأركان، وعلى المجتمع الدولي والأمم المتحدة التحرك الفوري لوقف انفلات كيان الاحتلال الذي بات يهدد كل قواعد النظام الدولي.

وطالب اليماحي باتخاذ إجراءات دولية رادعة ضد كيان الاحتلال، وضمان حماية فورية وكاملة لمقار المنظمات الدولية والعاملين فيها، محمّلًا كيان الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذا التصعيد الخطير وتبعاته على الاستقرار الإقليمي والأمن الدولي.

وشدد على أن البرلمان العربي سيواصل تحركاته السياسية والدبلوماسية لفضح هذه الانتهاكات ومحاسبة مرتكبيها على المستوى الدولي.

البرلمان العربي يدين بشدة اقتحام الاحتلال لمقر الأونروا بالقدس

وشهد يوم الإثنين مداهمة واسعة نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي لمقر «الأونروا» الرئيسي في القدس في منطقة حي الشيخ جراح، إذ فتشت المكاتب وصادرت حواسيب ووثائق، واعتقلت موظفين فلسطينيين لساعات قبل إطلاق سراحهم.

وبررت سلطات الاحتلال العملية بزعم «وجود أنشطة تابعة لحماس داخل المقر»، وهو اتهام رفضته الأونروا جملة وتفصيلاً واعتبرته «ملفقاً وخطراً».

ويأتي الاقتحام ضمن سلسلة تصعيد إسرائيلي ممنهج ضد الأونروا منذ أكثر من عامين، شملت: سن قانون إسرائيلي في أكتوبر 2024 يحظر عمل الأونروا داخل الأراضي المحتلة اعتباراً من يناير 2026، وقطع التمويل الأمريكي والأوروبي جزئياً عن الوكالة بضغوط إسرائيلية، واتهامات متكررة (دحضتها تحقيقات مستقلة) بتورط موظفي الأونروا في عمليات 7 أكتوبر، وإغلاق مدارس الأونروا ومراكزها الصحية في القدس الشرقية تدريجياً.