-A +A
محمد الزهراني (الجبيل) m_zhrani@

في محله الصغير بزاوية إحدى العمائر المطلة على أحد شوارع الجبيل، تجد العم مطر محمد الشمري في استقبالك في أي وقت، يفتح أبواب محله مع ساعات الصباح الأولى وإلى أواخر ساعات الليل الأخيرة، ليخدمك في قص مفتاح أو فقدانه أو حل مشكلة تقنية فنية بسيارتك، فهي المهنة التي يمارسها منذ أكثر من 30 عاما.

لم يكتفِ الشمري بمحله الصغير، بل خصص له سيارة متكاملة مزودة بكل التقنيات والآلات التي يحتاجها في عمله ليقوم بخدمة الناس وهم في مواقعهم، لا يكل ولا يمل من العمل بشغف لمهنته التي اختارها وأصحبت مصدرا للرزق.

في لوحة محله الصغير الخارجية كُتبت عبارة «أستاذ المفاتيح» وفي داخل محله كتب عبارة «إذا أعجبك شيء عنا تحدث لغيرنا وإن لم يعجبك شيء عنا تحدث إلينا».

«عكاظ» زارت الشمري في محله، ليروي لنا قصة كفاحه في هذا المهنة، وكيف بقي صامدا فيها رغم وجود العديد من التقنيات الحديثة، إذ يقول مطر الشمري «أنا أعتبر صاحب ثاني محل قص مفاتيح بالجبيل، ولي تقريبا أكثر من 30 عاما في هذه المهنة التي أحببتها وأنا صغير ومارستها أيضا وأنا موظف كعمل إضافي لي، والحمد لله استمررت في هذه المهنة، ولا أخفيكم سرا أنني ندمت على كل يوم قضيته في الوظيفة، فالعمل الحر ما في مثله».

وعن خدمة الزبائن قال الشمري «لم أكتفِ فقط بالمحل، بل صممت سيارة خاصة في العمل هذا تساعدني في خدمة الناس، وقمت بتعديلات عليها بحيث إنها تناسبني وتريحني في عملي وقمت بحل العديد من المشكلات التي تصلني من الزبائن رغم تطور وحداثة السيارات إلا أنني واكبت هذا التطور وقمت بتصميم العديد من الآلات التي تخدمني في عملي هذا، ولم أجد أي صعوبة في التطور لأنني محب لهذه المهنة وأبحث دائما عن الجديد بها، فعند الاتصال بي من أي زبون أقوم مباشرة بالذهاب إليه في أي موقع كان لأقوم بخدمته».

وعن نصيحته للشباب السعودي قال الشمري يجب على الشخص أن يختار المهنة التي يحبها، ويحاول قدر الإمكان سواء كان موظفا أو غير موظف أن يتدرب عليها إلى أن يتمكن منها ويجيدها، وإذا كان يحبها فلن يواجه متاعب.