منذر المسيان
منذر المسيان
-A +A
منذر المسيان
قد يأخذنا الكبرياء أحياناً لعدم الاعتذار حينما نخطئ بقصدٍ أو دون قصد، ويكبر المعتذر في عين المعتذر إليه، وقد يكون الاعتذار نقطة بداية لعلاقة وطيدة وربما أخوة، فللأسف وقعٌ جميل وأثرٌ واضح يتجلى في ردة فعل الطرف الآخر من قبول الأسف حتى لو كان الموضوع كبيراً، فالمبادرة بتقديم الأسف تزيل كل الترسبات المتبقية في الأنفس، ولم يكن الأسف يوماً من الأيام دليل ضعف بل دليل قوة ورجاحة عقل، حتى لو لم تكن مخطئاً. ولكن نغفل أحياناً عن تقديم الأسف لأنفسنا وعن تقصيرنا الشديد بحق أنفسنا!

يفوتنا تقديم الأسف إن أهملنا صحتنا أو إن جاملنا من لا يستحق المجاملة أو إن أرهقنا عقولنا بالتفكير في ماضٍ لن يعود أو مشكلةٍ استعصى حلها، أو إن جالسنا من لا يستحق منا إلا السلام فقط، حينما نفوت مجالسة حبيب أو صديق، حينما لا نكافئ أنفسنا على مجهودٍ أو منجزٍ أنجزناه، وأحياناً نضيق لعدم التقدير لما قدمناه لمن حولنا. حتماً أنت أولى بتقدير نفسك وأنت أعرف بها إن كانت تستحق عتباً أو وقفة للمحاسبة أو ربما مكافأة.


أنا هنا لا أحث على الأنانية ولكن تذكر أن أعز ما تملك وأغلى ما يمكنه الحفاظ عليه هي نفسك، دللها بالقدر المستحق وعاتبها إن قصرت أو زللت، وابدِ الندم إن لم تعتذر لها، لا تنتظر اعتذار من يقعون على هامش حياتك أو من يقبع في آخر القائمة، بادر في مداواة نفسك أولاً بأول، فنفسك أسمى من أن تشغلها بالتفكير فيما يكدرها.