تعكس المواقف الدبلوماسية للمملكة العربية السعودية حضوراً قوياً في الدفاع عن القضايا الإسلامية، وفي مقدمتها قضية المسجد الأقصى. البيان الأخير الصادر عن وزارة الخارجية السعودية بإدانة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة بحق المسجد الأقصى المبارك، يجسد ثبات المملكة على نهجها الراسخ في دعم حقوق الشعب الفلسطيني والدفاع عن المقدسات الإسلامية.

هذا الموقف ليس وليد اللحظة، بل امتداد لتاريخ طويل من المبادرات التي تقودها الرياض لحماية الهوية الإسلامية في القدس، بدءاً من مواقفها في منظمة التعاون الإسلامي ومجلس الأمن، مروراً بجهودها الداعمة للمبادرات السياسية الدولية الرامية لإحياء عملية السلام. المملكة تنظر إلى استقرار المنطقة من زاوية متكاملة، إذ ترى أن الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى تمثل تهديداً مباشراً للأمن والسلم الدوليين، وتؤجج الصراع، ما يجعل التدخل الدبلوماسي ضرورة لحماية مستقبل المنطقة.

الدبلوماسية السعودية.. التزام ثابت تجاه المسجد الأقصى وحماية المقدسات

الدبلوماسية السعودية اليوم تتحرك على أكثر من مسار، فإلى جانب البيانات الرسمية الحازمة، تواصل الرياض اتصالاتها مع القوى الدولية للتأكيد على وقف الممارسات الاستفزازية التي تقوّض جهود السلام. كما تعزز المملكة دورها في دعم القرارات الدولية التي تجرّم انتهاكات الاحتلال، في الوقت الذي تدعو إلى حلول عادلة تضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

إن القيادة السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي العهد، تدرك أن حماية المسجد الأقصى ليست قضية سياسية فحسب، بل مسؤولية دينية وأخلاقية ترتبط بمكانة المملكة في العالمين العربي والإسلامي. هذا الالتزام يجعل من السعودية صوتاً قوياً في المحافل الدولية، يدعو إلى كبح التصعيد وحماية المقدسات، انطلاقاً من دورها التاريخي كقلب العالم الإسلامي وصاحبة المبادرات المؤثرة في مسار السلام العالمي.

بذلك تثبت المملكة أن الدبلوماسية ليست مجرد بيانات، بل فعل متكامل يجمع بين القوة الناعمة والموقف المبدئي، في إطار رؤية إستراتيجية تحافظ على الثوابت وتدعم استقرار المنطقة.