بيدرسون
بيدرسون
-A +A
عبدالله الغضوي (إسطنبول) Abdullah Alghdwi@
أغلق المبعوث الأممي غير بيدرسون الباب أمام الحلول السياسية للأزمة السورية، بعد الإحاطة التي قدمها إلى مجلس الأمن الدولي في السادس والعشرين من شهر يناير الماضي، إذ أعلن أن الحل في سورية ليس وشيكا بعد تعثر كل المحاولات الأممية في اختراق سياسي لعودة المشاورات الدستورية بين المعارضة والنظام.

وعلى الرغم من تشاؤم بيدرسون في التوصل إلى حل سياسي، إلا أنه يسعى من خلال زيارة جديدة إلى دمشق من أجل لقاء المسؤولين السوريين للوقوف عند إمكانية عودة المشاورات بين الطرفين للدفع بالعملية السياسية. واعتبرت مصادر سياسية مطلعة أن بيدرسون يشتري الوقت الآن ولا أمل في التوصل إلى الحل السياسي في ظل تعنت النظام السوري ورفضه كل الطروحات.


وفي ظل المساعي الأممية حول سورية، رفعت الرباعية الدولية (أمريكا، بريطانيا، فرنسا، وألمانيا) الأسبوع الماضي، من سقف مواقفها السياسية، واتهمت بشار الأسد بارتكاب جرائم حرب عبر استخدام الكيماوي في مدينة دوما عام 2018، الأمر الذي فسره مراقبون بأنه موقف دولي صلب من عدم قبول عودة النظام أو التطبيع معه في ظل هذه الظروف ورفضه الحلول السياسية.

وأمام هذا المشهد المعقد في سورية، تسعى المعارضة عبر هيئة التفاوض إلى حشد التأييد الدولي من أجل إعادة الاعتبار للملف السوري وبقائه على الطاولة الدولية من خلال لقاءات هيئة التفاوض مع الأطراف الدولية في جنيف، وآخرها لقاء رئيس الهيئة مع ممثلي الرباعية الدولية، إذ أكدت الدول للمعارضة السورية أنها لن تقبل التطبيع مع نظام الأسد ما لم يوافق على الانتقال السياسي.

ومنذ إعلان توقف انعقاد الجولة الدستورية التاسعة في يوليو الماضي، لم يتمكن بيدرسون من التوصل إلى أي ابتكار سياسي يحرك من خلاله المسار السوري وفق القرار 2254، وقد أبلغ المعارضة في أكثر من مرة أنه يواجه صعوبات في التوصل إلى حل مع الجانب الروسي والنظام السوري، إلا أنه كمبعوث أممي لا يريد إعلان الفشل في مهمته، لكن في الوقت ذاته هو يؤجل الفشل ليس إلا؛ خصوصا أن الظرف الدولي ليس مواتيا لتفاهمات دولية (روسية أمريكية) بسبب تداعيات الحرب الأوكرانية، وبالتالي لا يبدو أمام المبعوث الأممي إلا خيارين، إما إعلان الفشل كما فعل من قبل كوفي عنان والأخضر الإبراهيمي، أو الاستمرار في عملية شراء الوقت بانتظار اللحظة الذهبية الموعودة في درب المصاعب السوري.