وزير الداخلية بسام مولوي يعلن النتائج الأولية للانتخابات.
وزير الداخلية بسام مولوي يعلن النتائج الأولية للانتخابات.
-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@
أفرزت النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية اللبنانية مفاجآت تخطت التوقعات، وعكست رفضاً ملحوظاً من قبل اللبنانيين للسلطة السياسية الحاكمة خصوصا «حزب الله»، الذي نصّب نفسه مرشداً أعلى للبنان على مدى سنوات، إذ كشفت ماكينات الفرز التابعة لكل الأحزاب أن «حزب الله» قد يربح كل مقاعده ولكنه خسر خسارة مدوية لمقاعد أساسية كانت تعود لحلفائه من سُنة ومسيحيين ودروز.

ووفقاً لمراقبين لنتائج الفرز فإن النتائج الأخيرة ستشكل ضربة كبيرة للحزب، إذ يرجح ألا يتخطى مجموع مقاعده وحلفائه 70 مقعدا من أصل 128.


وأعلن وزير الداخلية بسام مولوي، خلال مؤتمر صحفي أمس (الإثنين)، النتائج الرسمية لـ 4 دوائر فقط، لافتا إلى أن النتائج النهائية للانتخابات قد تتأخر، معتبرا أن نسبة التصويت كانت جيدة. وأضاف: لقد تمكنا من إنجاز الانتخابات البرلمانية بالرغم من كل التحديات والتشكيك. وأفاد أن نسبة الشوائب التي شهدتها الانتخابات قليلة جدًا مقارنة بعدد الدوائر، نافيا الأنباء المتداولة بشأن فقدان صناديق اقتراع في بعض الدوائر الانتخابية. وأكد فوز رئيس مجلس النواب نبيه بري.

وحول الصندوق رقم 18 المفقود في ألمانيا، أعلن مولوي أنه ليس مفقوداً بل وصل وجرى نقله من مصرف لبنان إلى قصر عدل بيروت وسُلّم إلى لجان القيد العليا ليتمّ فرزه، وما حُكي غير ذلك غير صحيح.

واللافت أن أبرز التعليقات على النتائج الأولية جاءت من رئيس الوزراء السابق سعد الحريري، الذي تعمد الصمت رغم كل الدعوات التي وجهت له للنطق بكلمة «حق» تعود بالنفع على الشارع السني، إلا أنه خرج عن صمته بعدما وصلته نسب الاقتراع في دائرة بيروت الثانية التي انتفضت عليه، فقال مغردا على حسابه في «تويتر»: «انتهت الانتخابات ولبنان أمام منعطف جديد. الانتصار الحقيقي لدخول دم جديد إلى الحياة السياسية. قرارنا بالانسحاب كان صائباً. هز هياكل الخلل السياسي وهو لا يعني التخلي عن مسؤولياتنا. سنبقى حيث نحن نحمل حلم رفيق الحريري ونفتح قلوبنا وبيوتنا للناس».

ورد مراقبون على الحريري بقولهم «تمخض سعد فولد تغريدة لا تسمن ولا تغني من جوع»، معتبرين أنها محاولة أخرى فاشلة للعودة للمشهد السياسي الذي لفظه.

من جهته، قال رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الفائز الأكبر في الانتخابات: إن المجلس النيابي القادم سيكون أفضل بدرجات من المجلس النيابي الحالي ومن الممكن أن نتمكن من إحداث التغيير المطلوب ولكن بطبيعة الأحوال لن يكون بهذه البساطة، مؤكدا أن الأمور لن تعود وتسير كما كانت الـ17 عامًا الأخيرة، وعلى كل محطة سنكمل المواجهة بكل الطرق السلمية والديمقراطية التي لدينا. ولفت إلى أن هذه الانتخابات لها أهمية كبرى بإعطائنا العدد اللازم من النواب لإكمال المواجهة كما يجب داخل المجلس.

فيما لا يزال «حزب الله» يلتزم الصمت المطبق الذي قد تكون له ارتدادات عكسية في مقبل الأيام لأنه لن يرضى هو وحليفه جبران باسيل بالنتيجة.