-A +A
«عكاظ» (إسطنبول) okaz_online@
بينما تتجه كل المسارات السياسية والعسكرية السورية إلى حالة الانغلاق في وجه المعارضات السورية، يحاول رئيس الوزراء السوري المنشق سابقا رياض حجاب إعادة ترتيب الأوراق السياسية للمعارضة السورية، في محاولة شبه أخيرة لتكون المعارضة السورية رقما في المعادلة السياسية الوطنية.

ويحضر رئيس الوزراء المنشق لعقد ندوة سياسية موسعة على شكل مؤتمر يجمع كل أطياف المعارضة السورية الداخلية والخارجية في الدوحة في الـ22 من يناير القادم، تحت عناوين واحدة، من أجل صياغة رؤية سياسية جديدة تتفق مع كل توجهات المعارضة السورية، بعيدا عن الأشكال الحالية المتمثلة بالائتلاف الوطني وهيئة التنسيق وغيرها من المسميات الأخرى في عالم المعارضة السورية.


وعلى مدار يومين يناقش المؤتمر الذي سيكون برئاسة حجاب تحولات المواقف والعربية إزاء الأزمة السورية، وإلى أين تتجه وساطة الأمم المتحدة عبر المبعوث الأممي غير بيدرسون، بينما سيناقش المؤتمر تقييم أداء المعارضة على المستوى السياسي أو العسكري وقدرة نظام الأسد على الصمود في ظل العقوبات الدولية.

ومن المتوقع أن يحضر المؤتمر أطياف واسعة من الشخصيات السياسية في المعارضة السورية، إذ يصل عدد الحضور إلى 70 شخصية من المعارضة السورية، على أن يكون الحضور يمثل كافة الأطراف والاتجاهات السياسية، بمن فيهم معارضون من الداخل السوري.

وأثارت دعوة حجاب جمع المعارضة السورية تحت سقف واحد الكثير من التساؤلات حول مستقبل المعارضة السورية، وكذلك جدوى هذه الدعوة في ظل تعطيل هيئة التفاوض وتولي الائتلاف المسار التفاوضي في اللجنة الدستورية، متمثلا بالرئيس المشترك للجنة الدستورية هادي البحرة.

وقال مراقبون إن السؤال الكبير في هذه الدعوة أين يمكن أن تتوصل المعارضة السورية في ظل التجاذبات الدولية والإقليمية حول الأزمة السورية وخروج المعارضة كليا من المعادلات السياسية المحيطة بسورية بما فيها النظام السوري، فيما عرف عن هذه المعارضة الغرق في الخصومات والتناحر على دفة القيادة، الأمر الذي كان يحول دون وحدة هذه الأجسام، فهل ينجح حجاب في جمع هذا الشتات السياسي تحت مظلة واحدة للمواجهة السياسية الأخيرة مع النظام السوري.