قادة دول مجلس التعاون الخليجي يتوافدون على الرياض.
قادة دول مجلس التعاون الخليجي يتوافدون على الرياض.
-A +A
راوية حشمي (بيروت) HechmiRawiya@
فيما تنعقد القمة الخليجية وسط ظروف استثنائية إقليميا ودوليا، قال رئيس التجمع من أجل السيادة نوفل ضو لـ«عكاظ»، إن المملكة تسعى لبناء السلام القائم على الاستقرار الأمني والاقتصادي والتنمية البشرية، في حين أن إيران تخطط لبناء القوة وزعزعة استقرار المنطقة، وبالتالي فإن الحرب ليست فقط حربا عسكرية إنما هي «حرب طروحات» بين مشروع يسعى إلى استغلال الامكانات الاقتصادية والثروات الوطنية في خدمة مشاريع الحروب التي تؤدي الى إفقار وتدمير الدول والمجتمعات، مقابل مشروع يقوم على استثمار قدرات وثروات الوطن في خدمة الإنسان وتنميته.

ولفت ضو إلى أن هذه القمة في ضوء رؤية المملكة ٢٠٣٠ وفي ضوء الشراكات التي تقيمها مع دول مجلس التعاون تطرح أمام العالم نموذجا مناقضا تماما للنموذج الإيراني، إذ تقود الرياض العالم العربي باتجاه العولمة، فهي تبني العروبة الجديدة القائمة على المنطق الإنساني والمنطق الاقتصادي ومنطق التعاون بعيدا عن الأيديولوجيات التي قامت في القرن الماضي ولم تعد صالحة لهذه المرحلة.


وأضاف أن المملكة قرأت جيدا ومعها دول مجلس التعاون التطورات الحاصلة على المستوى الدولي وتواكب هذه التطورات بما تتطلبه من تغيرات للأنظمة والمجتمع والقوانين وما إلى ذلك من الرؤى البعيدة المدى التي تضعها في مختلف المجالات.

وأفاد بأن العالم العربي اليوم أمام نموذج إقليمي جديد أو ولادة نظام عربي جديد «العروبة»، وهذا النموذج الذي تقدمه المملكة وشركاؤها يصلح لأن تتبناه كل الدول العربية وهو يشبه إلى حد بعيد الدور الذي لعبته ألمانيا وفرنسا في بناء الاتحاد الأوروبي. وفي رأي ضو، فإن القمة الخليجية تكتسب أهمية لأن الحديث عن السوق الخليجية المشتركة يذكرنا بالسوق الأوروبية المشتركة التي كانت الركيزة والمنطلق وصولا إلى الاتحاد الاوروبي.

وأعرب عن أمله أن تكون السوق الخليجية المشتركة المنطلق أو «الأساس الصالح» لاتحاد عربي من شأنه أن يسمح للدول العربية بأن تكون نموذجا إقليميا مهما وفاعلا.

ولفت إلى حديث ولي العهد الأمير محمد بن سلمان قبل 5 سنوات، عندما قال إنه يريد «تحويل الشرق الأوسط إلى أوروبا جديدة»، وما حصل أنه بعد مرور خمس سنوات على إطلاق رؤية ٢٠٣٠، دخلنا فعلياً في تطبيق رؤية الأمير محمد بن سلمان وبدأت تتحول إلى واقع ملموس على الارض.

وأكد المحلل السياسي، أن العالم العربي أمام فرصة مهمة جدا ليتوسع هذا التعاون الى كل الدول العربية، لافتا إلى أن الدول العربية التي تخضع للنفوذ الايراني وتعاني من عدم استقرار يشبه وضعها إلى حد بعيد دول أوروبا الشرقية بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، إذ كانت المانيا وفرنسا جاهزتين للتعاون مع هذه الدول التي كانت تملك القرار والنية أن تنضم الى منظومة اقتصادية وانسانية وثقافية وحضارية متطورة، فكان التعاون بين الاثنتين على توسيع الاتحاد الاوروبي.

واعتبر دخول مصر على خط التشاور والتنسيق ووضع آليات لذلك، يشير إلى أن العملية مفتوحة أمام بقية الدول، خصوصا التي تتطلع للخروج من أزماتها، فهناك رغبة واضحة من دول مجلس التعاون بمد يد المساعدة لهذه الدول شرط أن تحسم خياراتها بأن تكون جزءا من منظومة استقرار وتنمية بشرية، منظومة ثقافة وحضارة واقتصاد سليم وليست جزءا من منظومة حرب.

وشدد ضو على أن الفرصة التي تقدمها المملكة اليوم ومعها دول مجلس التعاون ليست لشعوبها فقط، وإنما لكل شعوب المنطقة، لافتا إلى أن المملكة قدمت دليلا حسيا للعالم بأنها قادرة أن تكون جزء وشريكا أساسيا في صناعة العولمة الإنسانية والحضارية.