طفل أفغاني وسط حمام في كابول. (متداول)
طفل أفغاني وسط حمام في كابول. (متداول)
-A +A
كتب: فهيم الحامد Falhamid2@
التوقعات لما سيحدث في أفغانستان في الفترة المقبلة غير واضحة، ولا تزال ضبابية؛ إذ يرجح البعض أن تكون حركة طالبان غيّرت طريقتها وفهمت قواعد اللعبة الجديدة مع القوى الإقليمية، والعالمية، فيما يتخوف آخرون من أن تعاود قوى التطرف، وتحديداً «القاعدة»، إعادة التموضع وتجد لنفسها مكاناً آمناً بدلاً من الاختباء في الكهوف والجبال، خصوصاً أن حالة الفوضى لا تزال تسود أفغانستان ما قد يؤدي إلى توفير بيئة حاضنة للإرهاب والمنظمات المتشددة من جديد. ورغم تأكيدات طالبان المتكررة بأنها لن تسمح لأحد باستخدام أراضيها ضد أي دولة، إلا أنه لا توجد أي ضمانات حقيقية من طالبان بعدم إعطاء قيادات القاعدة غطاء آمناً في ظل إحكام قبضتها على كامل التراب الأفغاني والفراغ الأمني الذي تركته واشنطن بعد انسحابها من أفغانستان.. ومن أحد الشواهد التي تعطي مؤشراً على ذلك هو عودة القائد أنوار الحق مجاهد العقل المدبر وراء هروب أسامة بن لادن من القصف الأمريكي لتورا بورا في عام 2001 إلى أفغانستان.

وأنوار الحق مجاهد يعتبر قائد الحرس الأسود السابق لأسامة بن لادن، وابن القائد الأفغاني يونس خالص الذي قاد مئات من مقاتلي طالبان في أفغانستان وانضم إليه آخرون ممن ساعدوا القاعدة عام 2001 في الهروب من تورا بورا، حيث كان أسامة بن لادن وأيمن الظواهري وقيادات القاعدة من ضمنهم.. وبعد مرور ٢٠ عاماً على هجمات 11 سبتمبر لم يحقق أيمن الظواهري زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي بعد الشهرة التي أثارها سلفه أسامة بن لادن، إلا أن المعلومات التي سربتها مصادر أفغانية تشير إلى أن الظواهري انتقل من مناطق القبائل الحدودية الباكستانية الأفغانية إلى الداخل الأفغاني، وقد يكون في مكان ما في جلال أباد. وتبرأ المتحدث باسم طالبان، أخيراً، من تقارير تحدثت عن إيواء الحركة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري في أفغانستان، معتبراً تلك الأنباء «لا علاقة لها بالحقيقة».


وعاد الظواهري إلى الواجهة ثانية بعد ظهوره في مقطع مصور أخيراً تزامناً مع الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر.

وتعرف جبهة تورا بورا العسكرية التي يرأسها مجاهد العائد إلى أفغانستان بأنها جماعة إرهابية تنشط في ولاية ننكرهار. وانفصلت الجبهة عن الحزب الإسلامي بعد وفاة زعيمها محمد يونس خالص وصراع السلطة الذي أعقب ذلك بين أنوار الحق مجاهد وحاجي الدين محمد. وأعلن مجاهد ولاء الجبهة لقيادة حركة طالبان. وعاد مجاهد بمئات المركبات والآلاف من المؤيدين إلى مقر عائلته ولقي ترحيباً بطولياً في جلال أباد، كما أكدت صحيفة ديلي بيست أخيراً. وتزامنت عودة مجاهد مع عودة العديد من قيادات القاعدة إلى الداخل الأفغاني من منطقة تورا بورا.

واعتبرت مصادر أفغانية أن عودة قيادات مقربة للقاعدة من أسامة بن لادن إلى أفغانستان صدمة كبيرة إن صحت؛ في ظل تعهدات حركة طالبان بأن لا تكون أفغانستان ملاذاً آمناً للتنظيمات الإرهابية.