عناصر مسلحة من أقلية الهزارة الشيعية.
عناصر مسلحة من أقلية الهزارة الشيعية.
الإرهاب والفوضى في أفغانستان.
الإرهاب والفوضى في أفغانستان.
-A +A
كتب: فهيم الحامد Falhamid2@
يطبخ ملالي طهران استراتيجيتهم وفق السيناريوهات الجديدة في إفغانستان واحتمالات تقلد طالبان الحكم، وجرى تصميم هذه الخطط لتواكب مرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، للحصول على نفوذ متزايد فيها خصوصا أن خروج إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المفاجئ خلط الأوراق وتريد طهران الاستفادة منها وخاصة اللعب على وتر التمدد الطائفي وتوظيف التنافس بين كل من باكستان والهند لصالحها، كما حدث في مرحلة ما بعد سقوط نظام صدام وسيطرة نظام إيران على بلاد الرافدين والتمدد نحو سورية واستخدام ذلك لتحقيق مكاسب سياسية في وقت حرج ومفصلي من جولات الصراع والمواجهة الأمريكية/‏‏الإيرانية. وربطت طهران تحركها على الساحة الأفغانية بتحرك موازٍ في الساحة الباكستانية، تمثل في إعادة المئات من المقاتلين من لواء «زينبيون» الطائفي الموالي لإيران من سورية إلى باكستان، وهو من أبرز المليشيات التي أسسها الحرس الثوري من شيعة باكستان غالبيتهم من مناطق غرب البلاد للقتال في سورية لدعم أهداف طهران هناك. وتهدف إيران لتقوية طائفة الهزارة الشيعية الأفغانية الذين يقطن معظمهم في حي دشت برشي في العاصمة الأفغانية كابل، من أقلية الهزارة، الذي تحول إلى ما يشبه المعسكر المغلق. كما شكلت إيران العديد من الفصائل المسلحة الطائفية مثل مليشيات «فدائي بابا مزاري»، الذين تقدر أعدادهم بالآلاف، وتتولى الشبكات الدينية نقل المال لهم لشراء الأسلحة على غرار «عصائب أهل الحق» و«حركة النجباء» في العراق حيث يسعى الحرس الثوري الإيراني لتشكيل فصائل مسلحة من أبناء أقلية الهزارة.. ويتبع هؤلاء المذهب الشيعي ويتحدثون الفارسية، وسبق أن سلحتهم طهران في الماضي إبان الحروب الطويلة التي اندلعت في أفغانستان.وتعمل طهران على مستويين في أفغاستان، في سياق خطط للتقاطع مع مشهد الشد والجذب بين الإدارة الأمريكية الجديدة وبين حركة طالبان. وقد يشكل تقارب طهران من طالبان تحركا لتشكيل جبهة قوة تحقق مصالح الطرفين وهو ما عكسته الزيارة الأخيرة لوفد من الحركة الأفغانية إلى طهران أخيرا حيث قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، إن بلاده تراقب كافة التحركات في أفغانستان، وتم أخذ كامل الاستعدادات اللازمة لكافة السيناريوهات. وكان القائد العسكري لفيلق القدس من الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قا آني قام بعدة زيارات سرية إلى أفغانستان حيث تتمركز أعداد كبيرة من فرقة «فاطميون» المدعومة من إيران. و«فاطميون» مليشيات شكلتها طهران خلال عام 2012، لدعم نظام الأسد، وهي مكونة من المهاجرين الأفغان الهزارة الذين استقروا في إيران اعتبارا من عام 1989، حينما اندلعت الحرب الأهلية الأفغانية. وإلى جانب المباحثات الرسمية التي تجريها مع حكومة أفغانستان وحركة طالبان على السواء، تعمل إيران سرا على تسليح قومية الهزارة الشيعية في البلاد، استعدادا لمرحلة ما بعد الانسحاب الأمريكي. نظام قم جاهز لتأجيج صراعات طائفية في ساحة يسهل جرها للفوضى والتناحر المذهبي والعقائدي والقبلي.