خامنئي وروحاني
خامنئي وروحاني
-A +A
محمد فكري (القاهرة) okaz_online@
يبعث تصلب مواقف قادة الملالي بشأن الملف النووي برسائل واضحة للإدارة الأمريكية مفادها بأن هكذا نظام لايمكن أن يرتدع إلا عبر أساليب الضغط وتضييق الخناق وتشديد العقوبات، بل والتلويح بالخيار العسكري، إذ ثبت بما لايدع مجالا للشك أن نظام «ولاية الفقيه» تعاطى خطأ مع ما صدر من مواقف عن إدارة جو بايدن حتى الآن، ويبدو أنه فهم مسألة العودة للاتفاق على «مزاجه» الخاص وتصور على غير حق أنها تعني بشكل مباشر رفع العقوبات، وهو ما دفع مسؤول أمريكي رفيع إلى التأكيد خلال الساعات الماضية على أنه «لا تخفيف للعقوبات على طهران حتى تجلس على طاولة الحوار والمفاوضات».

وتظن إيران أن أسلوب المزايدة والتصعيد يمكن أن يحرزا نقاطا إيجابية على صعيد حلحلة مواقف واشنطن والأوروبيين الذين ضاقوا ذرعا بخروقاتها وانتهاكاتها لبنود الاتفاق، وليس آخرها وقف تنفيذ البروتوكول الإضافي الذي كان يتيح للوكالة الدولية للطاقة الذرية بموجب الاتفاق النووي تنفيذ عمليات تفتيش مفاجئة في مواقع إيرانية، والذي حيز التنفيذ منتصف ليل (الإثنين-الثلاثاء).


ولم تكتف طهران بهذا التصعيد، بل تجاوزت كل الخطوط الحمراء بتـلويح مرشدها علي خامنئي برفع نسبة تخصيب اليورانيوم حتى درجة نقاء 60 %، ووصلت المبالغات والمزايدات إلى حد مطالبة بعض النواب بمحاكمة رئيس النظام حسن روحاني لتوقيعه اتفاقا مع الوكالة الدولية، إلا أن مسؤولين أمريكيين قللوا من أهمية تلك التصريحات، مؤكدين أن رفع التخصيب سيكون مقلقاً.

ويعتقد مراقبون سياسيون أن الخطوات الإيرانية التصعيدية تمثل نوعا من «المزايدات الرخيصة» أملا في العودة إلى طاولة المفاوضات من جديد، ويرى هؤلاء أنه لامجال للمحادثات بين واشنطن وطهران حتى موعد إجراء الانتخابات الإيرانية في يونيو القادم.