-A +A
«عكاظ» (جدة) okaz_online@
يبدو أن التلويح الأوروبي بفرض حزمة من العقوبات على أنقرة بدأ يؤتي أكله، ويبدو أن تركيا تنوي تغيير نهجها تفادياً للخطر الذي بات قريباً، بسبب سياستها التحريضية والتأجيجية في الصراعات الشائكة، خصوصاً في ليبيا وسورية والعراق وشرق المتوسط، وإقليم كاراباخ.

وكشف تقرير لوكالة «بلومبيرغ» الأمريكية، أن تركيا تسعى لإصلاح علاقاتها مع حلفائها التقليديين في الغرب وبقية القوى الإقليمية، ولفت إلى أن الخلاف المتزايد بين مصالح أنقرة وموسكو في مناطق كثيرة مثل سورية وليبيا والأزمة الأذربيجانية-الأرمينية، أصبح بحاجة إلى حل.


واعتبر التقرير، أنه بات من الضروري تغيير أنقرة لسياستها، خصوصاً مع وصول الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة، والذي أعلن مراراً معارضته لسياساتها ودعمه للمعارضة التركية.

وذكّر التقرير بتصريحات الرئيس التركي رجب أردوغان الأخيرة، التي بدا فيها أكثر خضوعاً وإذعاناً، إذ قال «ليس لدينا مشاكل مع أي دولة أو مؤسسة لا يمكن حلها من خلال السياسة والحوار والمفاوضات». وتوسل الاتحاد الأوروبي للمساعدة في التغلب على العقبات التي تعيق انضمام تركيا إليه، والترتيبات الخاصة بشأن الجمارك والسفر بدون تأشيرة. وأضاف أردوغان في لهجة تنم عن خشيته من القادم الجديد إلى البيت الأبيض: «نعبر عن نفس الرغبة في العلاقات مع حليفتنا أمريكا».

من جانب آخر، يحاول أردوغان التخفيف من حدة الخلاف مع الناتو حول نظام S-400 الروسي تجنباً للعقوبات، عبر فصل نظام الدفاع الجوي الروسي الصنع عن أنظمة الناتو، الذي كان أثار غضباً واسعاً. ولفتت الوكالة إلى أن أردوغان أرسل مبعوثه إلى بروكسل لتهدئة حدة التوترات مع الاتحاد الأوروبي.

يذكر أن السياسات التركية أثارت انتقادات عالمية حول كثير من الملفات، فبالإضافة إلى ملف شمال قبرص، تختلف تركيا مع اليونان وقبرص، العضوين في الاتحاد، في ما يتعلق بالتنقيب عن النفط والغاز في مياه متنازع عليها بشرق البحر المتوسط. كما تتعارض تركيا مع روسيا بشأن الملف السوري، وأثارت تدخلاتها في ليبيا وأزمة كاراباخ انتقادات دولية واسعة ومطالبات بمعاقبتها.