-A +A
«عكاظ» (لندن) okaz_online@
اتهمت صحيفة الغارديان البريطانية نظام أردوغان بأنه يرتكب مقامرة خطيرة في ليبيا، وأكدت في تقرير نشرته أمس (الأربعاء)، أن التدخل التركي لا يحظى بأي شعبية. ووصفت تركيا بأنها «باتت بلدا معزولا»، ولا تحظى بأي احترام من قبل جيرانها وأوروبا، وهو ما أجبرها إلى إعادة علاقتها مع إسرائيل. ولفتت الصحيفة إلى أن أردوغان يرسل المرتزقة السوريين من سورية إلى مناطق صراع جديدة في ليبيا، على بعد نحو 2000 كيلومتر عن الحدود التركية.

وأفادت بأن المشروع التركي، البالغ من العمر 14 عاما، يشمل الصراع الطويل الأمد مع اليونان حول قبرص المقسمة، والمنافسة مع أثينا والدول المجاورة «مصر وإسرائيل ولبنان» حول حقوق التنقيب عن النفط والغاز. ومع ذلك، فقد بلغ ذروته في الحرب الأهلية الليبية، التي اجتذبت بثبات العديد من القوى الأجنبية حتى قبل أن تبدأ في عام 2014.


وأضافت: الحروب بالوكالة في سورية لا تزال مستعرة، لكن في عالم تتضاءل فيه القوة الأمريكية، برزت ليبيا على أنها الملعب الواعد للاعبين الإقليميين الذين يسعون إلى اقتطاع حصة من أنقاض الربيع العربي، إذ يصطف الإسلاميون السياسيون والعثمانيون الجدد من جهة، ضد القوميين العرب من جهة أخرى، في مزيج قابل للاشتعال من النفط والمرتزقة والأيديولوجية والطموح الجيوسياسي، بحسب الصحيفة.

وأكدت «الغارديان» حقيقة أن أنقرة معزولة بشكل متزايد على المسرح العالمي، وأن التدخل في ليبيا لا يحظى بشعبية كبيرة من الناخبين الأتراك. وذكرت الصحيفة أنه في أبريل من العام الماضي، أطلق قائد الجيش الليبي خليفة حفتر معركته لتحرير طرابلس من المليشيا التابعة لحكومة الوفاق، وبحلول نهاية عام 2019، وإدراكا بأن الجيش الليبي كان على وشك الاستيلاء على طرابلس، اتخذ أردوغان خطوة بإعلان الدعم العلني لحكومة الوفاق، وتوقيع اتفاقيات جديدة بشأن الحدود البحرية والتعاون العسكري، التي واجهت بدقة أعداء تركيا الإستراتيجيين عبر البحر الأبيض المتوسط.

وأغضب الجزء البحري من الاتفاقية دول البحر الأبيض المتوسط الأخرى، وهدد الاتحاد الأوروبي بفرض مزيد من العقوبات على عمليات الحفر التركية القائمة قبالة سواحل قبرص. والأهم من ذلك هو جهد مشترك جديد من قبل اليونان وقبرص وإسرائيل لبناء خط أنابيب غاز يتجاوز تركيا.

وكشف التقرير أن الدفع من أجل السيطرة على أي نفط وغاز في حوض البحر الأبيض المتوسط ليس في الحقيقة مشروعا اقتصاديا على الإطلاق، لافتا إلى أن إمدادات الغاز ليست حاجة ملحة أو ضرورة مالية لتركيا حتى الآن. ويقول مدير شركة «دراغون إنيرجي» مصطفى كرهان إن الأمر يتعلق حقا بالقوة السياسية. إن الإنفاق على مشاريع الطاقة في منطقة البحر الأبيض المتوسط يشبه إلى حد ما ميزانيات الدفاع الوطني. إنه مثل سباق تسلح، إذ يتعين عليك التصرف قبل أن يفعل منافسك.