إسماعيل هنية
إسماعيل هنية
-A +A
رياض منصور (عمان) Mansowriyad@
في العالم الافتراضي «زعيم فلسطيني» وفي عالم الواقع «قائد مليشيا» لا تختلف كثيرا عن المليشيا العراقية الموالية لطهران، فكلاهما ذو مرجع واحد، فلسطين عنده ليست غاية ولا هدفا إلا حين يشتد ويعلو صوت الحديث عن بديل للسلطة الفلسطينية، فيقدم حركته «الإخوانية».

أينما حل تلاحقه علامات الاستفهام والتعجب ولائحة طويلة من الاتهامات، تاريخه مثير للجدل، فهو عند أعوانه مناضل وقائد ومستقبل فلسطين، وعند الشعب الفلسطيني فاسد وعميل للملالي.


رئيس المكتب السياسي لـ«حماس» إسماعيل هنية الذي كان أول من افتتح بيتا للعزاء في غزة للسفاح سيلماني حتى قبل أن يفتتح مثل هذا البيت أهله في إيران، لم يكتف بذلك، بل هاتف بوق الملالي جواد ظريف معزيا في قائد فيلق القدس «بهتانا وزورا»، إذ إنه لم يطلق رصاصة واحدة لأجل القدس.

«حماس» ليست وحدها في غزة من تبكي سليماني، بل وقف إلى جانبها شيطان طهران الصغير الذي يطلق على نفسه حركة الجهاد الإسلامي، ما استفز الرأي العام الفلسطيني وأغضبه، فضجت مواقع التواصل الاجتماعي بما اقترفت «حماس والجهاد» ومعهما بعض المتكسبين من فصائل غزة، وكل من يحمل مشروع التشيع الفارسي للعبور به إلى فلسطين.

لليوم الـ4 على التوالي تستمر «ملطمة» فصائل محور طهران في فلسطين على اغتيال سليماني، لم تكتف بما فعلته من بيانات وبيت عزاء لم يشهده لبنان، حيث مليشيا «حزب الله»، فذهب هنية ورفقاه إلى طهران للمشاركة في جنازة «الهالك» وزيارة منزله، دون أي حسابات تتعلق بالوطنية الفلسطينية.

المفارقة التي تثير الغرابة، أننا لم نر مشاركة بارزة إعلامية لأي من وفود غير ممثلي «حماس» و«الجهاد»، وكأن الإعلام يبحث مزيدا عن «توريط» الفلسطيني في ظل مجمل تعقيدات المشهد العام، إذ تضيق الخناق على مشروعه الوطني تهويدا وحصارا وخطة فصل لم يبق عليها الكثير. موقف هنية و«حماس» و«الجهاد» من مقتل سليماني كان أهم بكثير من الموقف من نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إذ لم نسمع لمحور إيران في غزة أي مواقف، واكتفت ببيان إدانة لا أكثر، بينما موت السفاح اعتبره رئيس حماس «شهيد القدس» وكررها ثلاثا، في سقطة سياسية كبرى، ونفاق غير مسبوق.