-A +A
عبدالله القرني (الرياض) abs912@
أكد المحلل السياسي مبارك آل عاتي لـ «عكاظ» أن البيان السعودي حيال إقامة الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية قطع الطريق أمام المُزايدات، وجدد موقف المملكة التاريخي الثابت والراسخ والمتمسك بقضية فلسطين، ووقوفها الدائم مع حقوق الشعب الفلسطيني. وقال إن تأكيد حكومة المملكة على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المُستقلة على حدود العام 1967 ينفي بشكل قاطع كل التسريبات غير الصحيحة التي تحاول الولايات المتحدة الأمريكية تمريرها للإعلام، ويؤكد سيادة القرار السعودي وعدم ارتهانه لأي حسابات من أي دولة كانت.

وأضاف آل عاتي، أن الموقف السعودي تجاه أولوية حل القضية الفلسطينية يُعد موقفاً تاريخياً بامتياز للمملكة التي تصدت لكل أنواع الظلم والاضطهاد الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني، ويؤكد عدم تخليها عن الدفاع عن حقوق الفلسطينيين مهما كلفها الأمر ذلك.


وكانت وزارة الخارجية صرحت، أمس، أنه فيما يتعلق بالمناقشات الجارية بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية بخصوص مسار السلام العربي - الإسرائيلي، وفي ضوء ما ورد على لسان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي بهذا الشأن، فإن وزارة الخارجية تؤكد أن موقف المملكة كان ولا يزال ثابتاً تجاه القضية الفلسطينية وضرورة حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على حقوقه المشروعة، كما أن المملكة أبلغت موقفها الثابت للإدارة الأمريكية أنه لن يكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وانسحاب كافة أفراد قوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة.

ويتضح من البيان السعودي، أن التسريبات الأمريكية الإسرائيلية التي تحاول إيهام الرأي العام بشأن انفتاح المملكة على فكرة إقامة علاقة طبيعية مع إسرائيل في ظل استمرارها بالعدوان على غزة، تهدف إلى التأثير على الجهد السعودي الرامي إلى تحقيق وقف فوري لإطلاق النار، ويأتي بيان حكومة المملكة بما تضمنه من مواقف واضحة وصريحة ليدحض كل المزاعم التي حاولت كل من واشنطن وتل أبيب تسويقها خدمة لمصالحهما وسياساتهما.

ولا يخفى على المجتمع العربي والإسلامي، الوقفة التاريخية الجديدة التي سطّرتها المملكة تجاه أهمية حل الموضوع الفلسطيني وإقامة دولتهم المُستقلة وضمان أن يعيش الفلسطينيون بكرامة تأتي ترجمة لتأكيدات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على وقوف المملكة إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه المشروعة في حياة كريمة وتحقيق آماله وطموحاته والسلام العادل والدائم.

فدعوة المملكة المُجتمع الدولي خصوصاً الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الإسراع في الاعتراف بدولة فلسطينية مُستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تأتي بحجم القرارات التاريخية الشُجاعة التي اتخذتها المملكة طيلة الـ76 عاماً الماضية، وتوازي في أهميتها وتاريخيتها الوقفات الحازمة والحاسمة مع الحق العربي ودعمها للمجهود الحربي ومُشاركة جيشها في حرب 1948 وصد العدوان الثلاثي وقطع النفط.

ومُنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، اتخذت السعودية العديد من المواقف والقرارات التاريخية والشُجاعة، وسعت إلى حشد دعم الدول الكبرى والمؤثرة لصالح الوقف الفوري لإطلاق النار واستضافت قمة عربية إسلامية استثنائية مُشتركة لأول مرة في التاريخ من أجل توحيد الصف الإسلامي والعربي ومواصلة الضغط لوقف آلة القتل والدمار الإسرائيلية.