-A +A
رغم مرور ثمانية أشهر على الحرب الروسية - الأوكرانية، إلا أنه لا تلوح في الأفق أية بوادر على احتمالات حسمها في القريب العاجل، ويبدو السؤال المطروح منذ اندلاعها: من يحسم الحرب؟ بلا إجابة قاطعة.

فثمة من يرون أن الروس قادرون على وضع نهاية لها مطلع العام الجديد، خصوصاً بعد ضم أربع مناطق أوكرانية، إلا أن هناك من يعتقد أن سلاح العقوبات الغربية على موسكو والدعم الكبير لكييف بالعتاد والذخيرة، يمكن أن يقلب موازين القوى في لحظة ما، خصوصا بعد أحاديث ترددت أخيراً عن تقدم القوات الأوكرانية على الأرض، إلا أن التدابير العقابية وحدها لا يمكن أن تقرر نتيجة الصراع؛ بحسب خبراء ومحللين غربيين.


ومن ثم يبدو أن قرار موسكو بالضم الرسمي للأراضي الأوكرانية يعكس رفضها التراجع في الحرب المستعرة منذ عدة أشهر، ما لم تحقق النصر أو الهدف الذي دخلت من أجله الحرب، وعليه فإن خيار العقوبات لن يغير القناعات الروسية، إذ إنها لم تؤد بعد إلى أي انسحاب روسي من أوكرانيا، بل على العكس فاقمت الوضع ودفعت بالعملية العسكرية إلى منعطفات أخرى؛ خصوصاً بعد تفجير جسر القرم، والرد الروسي على هذه العملية. وإذا كان ذلك كذلك، فإن سيناريو أن تضع الحرب أوزارها يبدو بعيد المنال حتى اللحظة.