-A +A
كعادته، حاول الحوثي أن يعضّ اليد التي امتدت نحوه ببادرة سلام، ونية حسنة؛ حين عمد إلى التقليل من شأن مبادرة التحالف الذي تقوده السعودية إطلاق عشرات الأسرى. كما استمر في محاولات الاستفزاز من خلال الانتهاكات المتواصلة للهدنة التي نظمتها الأمم المتحدة. بيد أن قطار التسوية السياسية لن يتوقف، خصوصاً بعدما احتضنت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن أعضاء القيادة الجماعية الجديدة والحكومة التي انبثقت منها. فقد أدى هذا الإجماع اليمني-اليمني إلى فرز نهائي للصفوف، بين راغبين في السلام، عاقدين العزم على بلوغه مهما كان شأن الصعب، وبين الراغبين في استمرار الحرب والدمار امتثالاً لتعليمات المشروع الإيراني، الذي لن يقبله الشعب اليمني، حتى لو نجحت إيران في احتلال هذا البلد العربي الشقيق المهم للعرب والعروبة، ولأمن المنطقة وشعوبها. وسيواجه اليمنيون أي احتلال إيراني وتمترس حوثي ببنود المشروع الإيراني مواجهة قوية في كل الجبهات. فبفضل المقاومة الوطنية اليمنية، والوقفة الصادقة الشجاعة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية، تم إحباط المشروع الإيراني، الذي لم يتعد دائرة الإرهاب، والتخريب، واستهداف المدنيين. ولم يكتب له أن يحقق أية نتيجة من الأهداف التي وضعتها إيران، حليفة الحوثي وممولته ومزودته بالسلاح. وتختلف المقاومة هذه المرة بانعقاد إجماع يمني عليها، لاستعادة سلام اليمن، وانطلاق التنمية وإعادة الإعمار. وهي مهمات أشق من الحرب العبثية اليائسة التي يحاول الحوثي استدامتها.