مزرعة في حائل إذ يفضل الكثيرون الإفطار وسط الخضرة.
مزرعة في حائل إذ يفضل الكثيرون الإفطار وسط الخضرة.
-A +A
متعب العواد (حائل) Motabalawwd@
في أعالي هضبة نجد، تصحو حائل على شروق الشمس فوق سفح جبال أَجَا، ويعيش أهلها على جمال النخيل في (الحير) الذي يملأ بساتين حائل القديمة، حيث يعد الحير قديماً واجهة اقتصادية اعتمد عليها الآباء والأجداد في دخلهم ومعيشتهم على أدوات بسيطة.

الحير يعني البستان المجاور للمنزل، وهو مزرعة صغيرة في الجزء الخلفي من المنزل تحوي أشجار النخيل والحمضيات والرمان، وهو واحدة من أقدم المزارع العربية في الجزيرة العربية الواقعة أسفل مدينة حائل أو ما تسمى (الجر)، المكان الذي توجد فيه بعض المساجد التي تتجه صوب بيت المقدس، وقيل إن بعضها هي آثار لمعابد قديمة قبل ظهور الاسلام.


واليوم يعيد الحائليون تفاصيل (الحير) في شهر رمضان والإفطار في أحضان الماضي التليد، فتحكي الصورة الحقيقية للمزارع القديمة بجداولها المعروفة قديما بـ(السواقي)، نحو عبق الماضي، وتعيش في المزرعة الخيول التي تشتهر بها حائل عالمياً، إذ تعد المنطقة موطن الحصان العربي الأصيل في الجزيرة العربية، الذي يعود نشأته لمرتفعات جبال حائل، إذ ظهرت الخيول وتكاثرت على سفوح جبال أجا ١٤٠٠ عام، واستعانت جيوش المسلمين بخيل طيء في غزوة مؤتة فالحير يشكل علامة فارقة في تلك المشاهد بكثافة النخيل التي تتراقص أفرعها وذراها في مشهد مثير، ويشكل لوحة خلفية جميلة لكل مشهد يحتفل بالدور الذي لعبته النخلة في تلك العهود، وكانت من مكونات سلة الغذاء الرئيسية في المنطقة، وسطرت فيها خير معين لهم على البناء وسارت معهم جنبا إلى جنب في بناء أمجاد «حدري البلاد» حائل القديمة.

(الحير) هو ملامسة عبق الماضي الحائلي وبقايا الملامح الجميلة لتراث الأجداد في حائل القديمة، التي قالت عنها الإنجليزية الليدي (آن بلنت) حائل سحر الشرق.