-A +A
يثير استمرار الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لليوم الحادي عشر على التوالي اليوم (الأحد)، قدراً متزايداً من القلق في أرجاء العالم. فمثل هذه الحرب لن يقتصر تأثيرها على محيط هذين البلدين؛ بل ستمتد تبعاتها إلى كل مكان في العالم، من خلال إحداث مزيد من الخلل في سلاسل إمداد السلع، ومن خلال العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، وتقليص فرص تصدير المنتجات الروسية، خصوصاً القمح، والنفط، والمعادن. وهي تبعات ستزيد الضغوط التضخمية في دول العالم. غير أن الأشد خطورة أن تتسع رقعة هذا النزاع. والاحتمالات والسيناريوهات كثيرة. فهناك من يخشى أن يجر الغزو الروسي أطرافاً أخرى. وثمة من يعتقدون أن تلويح الرئيس فلاديمير بوتين بالزج بقواته الإستراتيجية (النووية) سيكون مدمراً وكارثياً لجميع بلدان العالم. وهناك أطراف تستلهم تاريخ النزاعات التي خاضتها روسيا القيصرية والسوفيتية لرسم تصور لما سيؤول إليه الغزو الحالي، وهو في حده الأقصى ضم أوكرانيا لروسيا. وحده الأدنى قضم الشرق الأوكراني، وتنصيب حكومة عميلة لموسكو في كييف، خصوصاً أن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي يتمسك بضرورة الانضمام للاتحاد الأوروبي، وحلف شمال الأطلسي، لتوفير حماية مضمونة لأوكرانيا من أي اعتداء روسي. فكيف السبيل إلى حل يجنّب العالم كل السيناريوهات السيئة لهذا النزاع المؤسف؟